عُرف العراقيون منذ الأزل بشجاعتهم وإقدامهم وإباءهم وعزة نفوسهم. عرفوا قوماً مقاتلين لا يهابون الردى وخاصة عندما يهدد وطنهم وتمس مقدساتهم وشرف أرضهم وحرائرهم. وإذا وصف العربي عموماً بالشجاعة كصفة وراثية لا جدال فيها فإن العراقيين هم في مقدمة العرب الشجعان. وعروبة العراق ليست عرقاً بل انتماءً للعراق العربي ونقصد بها كل العراقيين بلا استثناء. قادسية صدام شاهد قائم حاضر شهوده كل العالم الحي حيث قاتل أبناء العراق قتالاً ملحمياً لثمان عجاف حتى أجبروا خميني وإيران على تجرع سم الهزيمة طبقاً لتعبير خميني ذاته. ثم سجل العالم لهم بطولات نادرة فذة في أم المعارك الخالدة حين واجهوا أكثر من ٣٠ جيشاً من أعظم جيوش العالم وقاتلوها لمدة أربعة عشر عام اضطرت بعدها أميركا إلى شن حرب كونية أخرى تكميلية جديدة واجهها شعب العراق وقواته المسلحة الباسلة وقيادته البطلة في معركة الحواسم التي مازالت صفحاتها تتوالى رغم ما حصل من غزو مجرم واحتلال غاشم رغم أن البعض يظن واهماً أن المعركة انتهت عام ٢٠٠٣.
فحين يعلن القائد الأعلى للجهاد والتحرير في خطاب الذكرى السبعين لميلاد البعث شيخ الجهاد والمجاهدين الرفيق المناضل عزة إبراهيم من أن العدد الحقيقي لقتلى القوات الغازية بين عام ٢٠٠٣ وعام الانسحاب - الهروب لآخر جيش من جيوش الغزو وهو الجيش الأمريكي عام ٢٠١١ قد بلغ ١٣٠ ألف قتيل يضاف له قرابة مليوني جريح ومعاق وفاقد للعقل فهذا يعني ببساطة أن ثمة ملحمة بطولية فريدة خاضتها مقاومتنا البطلة التي انطلقت يوم دخل الغزاة بغداد كتاريخ للحظة الزمنية الفاصلة بين قتال دولتنا وقواتها المسلحة وشعبها النظامي وبين صيغة الحرب غير النظامية التي تم التخطيط لها قبل الغزو كخطة بديلة ليس لإدامة وتواصل زخم الدفاع عن العراق فحسب بل ولإسقاط الجيوش والدول الغازية في برك ومستنقعات ومصائد الهلاك والاستنزاف على أرض العراق. ولا ننسى سبل وتقنيات الحماية العالية التي يستخدمها جنود الغزو والتي افترضت أن خسائرهم البشرية ستكون طفيفة أو مهملة ولكنها لم تمنع بطش العراق والعراقيين بالغزاة وقردتهم الخاسئين.
إذن.. نحن نتحدث عن مقاومة هي تواصل لحرب الدفاع ضد الغزو ولم تنقطع يوماً واحداً فحق لها أن تتفرد أيضاً بهذه الميزة الفريدة ألا وهي أنها حرب دفاع نظامية وأيضاً مقاومة بصيغة أخرى وبناءً عليه فإن العراق لم يستسلم ولن يستسلم حتى يأذن الله بنصره.
وإعلان الرفيق أمين عام الحزب عزة إبراهيم عن حجم تضحيات العراق منذ بداية الغزو على مستوى الحزب ومناضليه وعلى مستوى عامة شعبنا الأبي والتي فاقت مليوني شهيد ما هي إلا دليل باهر آخر على ثبات العراق على مقاومة الغزاة ونتائج الغزو الإجرامية.
إن العبرة مما نسوقه في حديثنا هذا عن المقاومة العراقية الوطنية والقومية والإسلامية أو في سواه من الأحاديث في هذا الجانب إن هو إلا تعبير وتأكيد على أن خطة مقاومة الغزاة وما فرضه الاحتلال والخونة والعملاء على شعبنا ووطننا بدأت ولن تنتهي ولم ولن تستقر على الأرض أبداً وسيظل نزف الذين تجاسروا على حرمة العراق ومقدساته حتى يعود العراق حراً سيداً واحداً وينتهون. كما أن هذه المقاومة التي أحيت الأموات بإذن الله وغيرت بصمت وتحت تعتيم الإعلام وتغييب الفعل الجسور وفي ظروف تعدد التآمر عليها واستخدام كل ما عرف من سبل التقويض والإنهاء ضدها بما في ذلك استحداث وسائل للقمع والتعذيب والاعتقالات والمداهمات واستحداث صيغة الإرهاب كخديعة للاختراق وتأثيث أرضيات العدوان الواسع على المدن بذريعة الإرهاب ومقاتلته فإن المقاومة بعقلها العسكري والجهادي الاستراتيجي قد استبدلت تكتيكاتها وغطست تحت الأرض لتنبع من جديد بعد أن عبرت بحكمة وصبر إحدى أهم وقائع التآمر عليها حيث أعلنت فصائل الجهاد وفي مقدمتها جبهة الجهاد والتحرير البعثية البطلة وشركاءها بأن حقبة ما بعد داعش ستكون بمثابة قادسية ثالثة لطرد الاحتلال كله وفي مقدمته الاحتلال الإيراني.
ولا بد من أن نشير هنا إلى الجهد المدني السياسي لرجال جبهة الجهاد والتحرير وشركاءهم من الأحرار والذي كان آخر ما ضخه لساحة الجهاد وخط سير التحرير هو المشروع الوطني الشامل لتحرير العراق الذي يؤكد تواصل المقاومة ويفتح أمامها فرصاً إضافية للفوز بإذن الله بالانقضاض النهائي على ركام وفشل وهزيمة الاحتلال وسياساته الإجرامية. ومن المؤكد أن هذا المشروع الرائد سوف لن يفضي إلى تحرير العراق فحسب بل سيكون مثابة تحرير لكل ما في الأمة العربية كلها لدحر أعظم مؤامرة وعدوان تتعرض له في كل تاريخها.
عاشت مقاومتنا الباسلة التي انطلقت يوم ٩-٤- ٢٠٠٣ واستمرت إلى يومنا هذا وستبقى تقاتل وتنافح حتى تحرير العراق.
عاش قائد شركاء الثبات على حق العراق والأمة الرفيق الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير عزة إبراهيم وعاش البعث العظيم.
المجد في عليين لقائد الأمة والعراق ورأس نفيضة انطلاق المقاومة المقاتل الشجاع صدام حسين ورفاقه في القيادة و٢٠٠ ألف شهيد بعثي قضوا في مواجهة الغزو وأعوانه وإفرازاته الوحشية. الله أكبر.