عندما رفع حزب البعث العربي الاشتراكي شعاره الاستراتيجي «وحدة حرية اشتراكية» كان يعلم علم اليقين أن الوطن العربي يملك من الموارد الأولية والمواد الطبيعية ما يكفيه ذاتيا ويحرره من الهيمنة والتبعية للإمبريالية.
ولكن أعداء الوحدة من الأنظمة العربية ومن وراءهم حاولوا أن يظهروا بمظهر المنقذ والمصلح ومبتدع الحلول بحجة أن لكل دولة خصوصيتها بينما هم في الواقع يخافون على عروشهم ويقفلون الطريق في وجه الوحدة.
اقترحوا إنشاء سوق عربية مشتركة للتبادل الاقتصادي بين الدول العربية وقد أنشئت عدة محاولات : مجلس التعاون الخليجي - دول شرق المتوسط - الاتحاد الأفريقي وغيرها......ونتج عنها أسماء لبنوك وشركات ومؤسسات استثمارية لكنها كانت أسماء وهمية كل مشاريعها باءت بالفشل .
ليس بسبب ضعف الإمكانات المادية والعلمية والتقنية لأن الشعب العربي فيه الكثير من المفكرين والمهارات بل لأن هذه المحاولات لم تكن لتلبي مصالح الشعب العربي وأهدافه.
لقد أريد للسوق العربية المشتركة أن تكون منطلقا لأسواق عالمية تغطي تصريف إنتاجها على حساب المنتجات العربية .
كثيرا ما كانت البضائع الصهيونية تدخل إلى بلادنا عبر هذه الأسواق بماركة مقتبسة أو مستعارة وتنتشر بين المستهلكين .
وبفضل المثقفين والثوريين من شعبنا فشلت كل تلك المشاريع المدمرة لنهضة أمتنا وكيانها .
ولم يكتفوا بذلك بل أرادوا الدخول عبر الشرق الأوسط الكبير حينا والعولمة حينا آخر وعندما تصدى حزب البعث العربي الاشتراكي لمشاريعهم الهدامة كانت الحرب على العراق ثم انتشرت في معظم الوطن العربي .فهل من سامع وهل من مجيب........؟
قاسم فرحات
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام