بداية لا بد من التذكير بـ معركة الفاو الاولى وتسمى ايرانيا بعمليات " فجر ٨ " وهو عملية عدوانية هجومية ايرانيه ضد الجيش العراقي تهدف إلى احتلال شبه جزيرة الفاو العراقية الاستراتيجية والبالغة الأهمية للعراق .
تعتبر هذه المعركة واحدة من المعارك المهمة في الحرب العدوانية الإيرانية على سيادة العراق وأمنه.
بدأت المعركة يوم ٩ شباط ١٩٨٦ إلى ٢٠ آذار ١٩٨٦ ، وانتهت باستيلاء الجيش الايراني على شبه جزيرة الفاو ذات الموقع الاستراتيجي الهام .
وكان خامنئي، وعند احتلال الفاو، قد صرح "إذا ما تمكن صدام حسين من استرجاعها، فإنني سأذهب بنفسي إلى بغداد لتهنئته".
لكن الشهيد الرئيس صدام حسين ورجال العراق الأشاوس قد تمكنوا من تحرير الفاو وغير الفاو وجرعوهم كأس السم الزعاف ولم تدنس شوارع بغداد بالخامنئي....
اما تفاصيل معركة تحرير الفاو التي نفذها الجيش العراقي في ١٧ نيسان ١٩٨٨ لإخراج الجيش الإيراني منها وبعد احتلال دام عامين، فقد أطلق على العملية اسم *رمضان مبارك* لكون يوم ١٧نيسان يوافق أول أيام شهر رمضان المبارك.
علما أن إيران قامت بتحصين الفاو بخنادق وحقول ألغام ، كما شقت القوات الإيرانية مجاري مائية لمنع الدبابات والمركبات المجنزرة العراقية من الحركة بينها وإعاقة تقدمها .
وقد شارك في الهجوم العراقي كل من :
*الفيلق السابع (الجيش)
*الحرس الجمهوري:
فرقة حمورابي المدرعة
فرقة المدينة المدرعة
فرقة بغداد مشاة
اما في الجانب الإيراني المعادي :
_8,000 جندي (في الفاو)
_ فرقتين في الإسناد
ومع ساعات الهجوم الأولى،
وقبل شروق شمس يوم ١٧ نيسان وعبر ثلاث مراحل استطاعت القوات العراقية من خلالها تحرير كامل شبه جزيرة الفاو في غضون ٣٥ ساعة وتكبيد القوة الإيرانية خسائر كبيرة ما بين قتيل وأسير بالإضافة إلى الاستيلاء على معداته.
وفرضت تفوقا ساحقا ، وحققت اخلالاً بالتوازن الاستراتيجي للقوات الإيرانية على طول الجبهة، فاضطرت القيادة الإيرانية إلى القبول بوقف إطلاق النار. وسارعت إيران باتهام الكويت بالسماح للعراقين باستخدام جزيرة بوبيان
وفي إجراء لم يعلن عنه في العلن.
أمرت القيادة العامة بشخص قائدها العام الشهيد الرئيس صدام حسين الأمر بالسماح للعدو المهزوم بعبور شط العرب على جسر "الأنابيب" المقام من قبله لاشاعة روح الهزيمة في قطعات العدو في الضفة الشرقية لشط العرب...
وبناءا على رجاء أعضاء القيادة العامة، تم تدمير ذلك الجسر بالقوة الجوية بعد انسحاب الجيش الايراني...
وفيما بعد كتب الرئيس الراحل بيان (النصر العربي المبين) وأملاه بالهاتف على وزير الاعلام يومها لطيف نصيف جاسم، واذيع البيان على الشعب العراقي العظيم.. فكانت البشرى عظيمة والفرحة أعظم وكان حدثا عربيا عراقيا عظيما....
قلب هذا النصر موازين القوى، فارتفعت معنويات القوات المسلحة والشعب العراقي الى عنان السماء، وحصلت الصدمة بالعدو الفارسي، وكأنه لم يصدق ما حدث...
وكانت التضحيات العراقية لمعركة تحرير الفاو مقبولة نوعا ما في مصطلحات الموازين العسكرية، إذ لم تتجاوز الألف شهيد..
في حين عند احتلال الفاو خسر العراق حوالي الخمسين ألف شهيد ، ولا شك أن العدو خسر الآلاف المؤلفة من جنوده في تلك المعركة الميمونة المظفرة... لقد دلت هذه المعركة على قدرة قوات العراق المسلحة وعلى استعداد الشعب للتضحية من أجل كرامة الوطن وطهارة ترابه...
ولأن ايران الفرس صدمت وذهلت لهذا النصر العراقي، فقد ادعوا أن كسب معركة الفاو كان نتيجة تحالف أمريكي عراقي، وأن جنودا أمريكيين شاركوا بالمعركة الى جانب الجنود العراقيين!!!! وذهب بعض التافهين و الناعقين والمتفلسفين والمستعربين والمدعين أنهم محللون إلى الزعم أن تخطيط هذه المعركة يعود إلى ضباط ركن مصريين!!!!
وفي الحقيقة فإن كلا الادعائين باطلين.... فمعركة تحرير الفاو من الالف الى الياء كانت معركة عراقية مائة بالمائة.
اما بخصوص معركة الفاو فإن تحريرها يكتب بماء الذهب ولا بد من الإشارة إلى دور مشرف لمديرية الاستخبارات العسكرية العامة ورجال الكتيبة ٩٩٩ الاستطلاع العميق .
والكتيبة ٨٨٨ النسف والتخريب .
واشاد الرئيس صدام حسين بدور الاستخبارات العسكرية المشرف عبر عمليات التضليل الاستراتيجي للقوات الايرانية وايهامهم ان المعركة ستكون في شمال العراق
وقد علقت لوحة مكتوبة على مدخل مدينة الفاو التي أسماها الرئيس صدام حسين مدينة الفداء وبوابة النصر العظيم. تقول اللوحة ( ايها العراقي قف وتأمل هذه المدينة روت بدماء ٥٢٠٠٠ شهيد وجريح عراقي) ، أن الرئيس صدام حسين اصطحب معظم الوزراء والقيادة العامة للقوات المسلحة إلى مكة المكرمة إلى بيت الله الحرام والسجود والشكر لله في بيته الحرام على نعمة تحرير الفاو
وبمناسبة هذه الذكرى الخالدة في تاريخ العراق والعرب مع العدو الفارسي التاريخي
أمر الرئيس الشهيد صدام حسين بعد انتهاء الحرب بصنع تماثيل لعدد من القادة العسكريين الذين استشهدوا في معارك سابقة ولاحقة لمعركة الفاو على كورنيش البصرة وتشير هذه التماثيل باصبع السبابة باتجاه إيران أي أن الخطر القادم على العراق هو دائما من إيران..
ثم بعد احتلال العراق قامت المليشيات الصفوية الموالية لإيران بهدمها جميعا حتى لاتسأل اجيال العراق لماذا قادة العراق يشيرون بأصابعهم باتجاه ايران!!!؟؟
أبو محمد عبد الرحمن
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام