السابع من نيسان شهد ولادة حزب عربي ثوري لم تشهده الأمة منذ زمن ليس بقريب .
نحتفل هذه السنة بالذكرى السبعين بولادة حزب البعث، ولادة نور جاء ليبدد الظلام، لتستيقظ الأمة من رقادها ، لينعش آمال الجماهير ، لينظم جهودها ، وينسق أفكارها ، ويبعثها من جديد .
البعث فكر عربي شخص الشوائب التي تعتري أمتنا وأدرك أنه لا بد من المعالجة .
بدايةً، تبلور فكر البعث في أربعينيات القرن الماضي في ظروف سادها الاضطراب الدولي، مع بداية الحرب العالمية الثانية، والوطن العربي يخضع بمعظمه للاستعمار الأجنبي ويغلب عليه الجهل والفقر والتخلف والتجزئة والأمراض الاجتماعية من عشائرية وإقليمية وطائفية عدا التقاعس والإحباط واليأس المستشري بين أبناء الأمة الذين كانوا يرزحون تحت شروط قاسية من البؤس والفاقة، فيما كانت الفئات الثرية المرفهة والمتعاونة مع الأجنبي مستسلمة للواقع، سعيدة به، منتفعة منه، وتعمل على ترسيخه،وتكريسه، واستمراره !!!!
في ظل هذه الأجواء المظلمة تصدت قلة قليلة من أبناء هذه الأمة، لهذا الواقع، وأعلنت عن تأسيس حزبها، حزب النهضة، حزب الأمة، حزب الرسالة الخالدة،الحزب القومي العربي حزب البعث العربي، لأنها آمنت بنبل شعبنا ، وقدرته على تحقيق نهضة عربية جديدة، نهضة تستلهم ماضي العرب ورسالاته وحضاراته وانسانيته وتستشرف المستقبل الواعد لتعيد للأمة مكانتها التي تستحقها بين الأمم.
و لأننا أيضاً نحيا في حقبة لم يعرف تاريخنا ما يضاهيها تيهاً وضياعاً واضطراباً وقلقاً على المصير. وحتى الجغرافيا باتت عرضة للاهتزاز الكبير، حتى الجذور، حتى الأوطان والجماعات بهوياتها المتعددة. أن نأمل اليوم يعني أن نكذب واقعنا وما يحصل في صميمه.
فالاعتياد على فقدان الأمل أصعب من فقدان الأمل نفسه. تماماً مثلما يكون الاعتياد على اليأس أرهب من اليأس.
ولأن البعث حزب اجتماعي سياسي وطني يحترم جميع الأديان ويتوجه إلى كل مكونات وأطياف المجتمع العربي ولأننا نحن البعثيون نؤمن بالمبادرة والتميز والعمل الخلاق والشفافية والصدق.
ولان البعث والبعثيين هم الطليعة الثورية المناضلة من أبناء هذه الأمة وركائز مشروع النهضة الشامل.
ولأن البعث ومنطلقاته ونهجه يشكل الرد الطبيعي الأمثل والحاسم على تحديات التجزئة والاستعمار والتخلف.
فقدجسدت التجربة العملية الغنية للبعث وثورته في العراق العربي تحقيقا لتطلعات جماهير الأمة وطموحاتها وتغذية نبضها توقاً إلى بناء المجتمع العربي الموحد المتحرر من جميع أشكال التسلط والهيمنة والتخلف على اختلاف مصادرها وتعدد أسمائها.
أتى شعار الوحدة العربية رداً على التجزئة والتخلف والاشتراكية رداً على العبودية التي ابتليت بها الأمة داخلياً وخارجياً فكان لابد من تحقيق العدالة والمساواة على مختلف المستويات فكانت الاشتراكية هي الهدف الأسمى . وهكذا كان البعث في أهدافه الواضحة ، في الوحدة والحرية والاشتراكية حزب عربي ثوري آمن بأن للعرب رسالة واضحة ، رسالة متجددة ، رسالة خالدة على مر الزمان والعصور لابد من العمل لإيصالها إلى العرب والبشرية جمعاء.
وقد كافح البعثيون الذين آمنوا بأهدافهم وأدوا ما استطاعوا تأديته بكل نبل وأخلاق وإيمان لا يتزعزع وهمة لا تضعف ، وقلوب عامرة بالحب والإنسانية. وعلى أمل تحقيق الكثير لجماهير الأمة في مختلف أقطارها العربية،
لقد أدرك الأعداء الخطر القادم إليهم من بغداد العروبة حيث البعث الصامد، فكانوا دائماً يضعون العقبات أمامه داخلياً وخارجياً ولأن رايته هي الراية التي رفعها دفاعاً عن العرب وحقهم في الحياة والكرامة.
ولكل هذه الأسباب التي شكلت طموحاً جاداً للعراق في تحقيق أهدافه ورفع شأن الأمة بين سائر الأمم ، ورفع الحيف والظلم والقهر والاحتلال . تم احتلال العراق من قبل تحالف أكثر من ثلاثين دولة على رأسها أميركا وتواطؤ وتسهيل ومساعدة من إيران التي لم تألو جهدا لاحكام القبضة على العراق واحتلاله ، انتقاما منه لصده لها من تصدير (ثورتها الصفوية) وتجرع مؤسسها ومرشدها الخميني السم الزعاف...
ووفاءً للذكرى السبعين لتأسيس حزب البعث ،
يعاهد البعثيون على المضي قدما في مواصلة المسيرة بكل العزم والثبات خلف قيادته القومية الشجاعة وفي مقدمتهم الأمين العام للحزب وقائد جبهة الجهاد والتحرير شيخ المجاهدين وقائد المناضلين القائد عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه مؤكدين أنهم يظلون أوفياء للمبادئ والقيم الثورية التي رسخها الحزب.
تحية لكل مناضلي البعث وفي كافة الأقطار قيادات وكوادر ومناضلين واصدقاء
تحية لكل الأسرى والمعتقلين القابعين في سجون القهر والظلم والاستبداد في العراق المحتل وفلسطين المحتلة و الأحواز المحتل .
تحية تقدير واحترام لروح المؤسس القائد الاستاذ احمد ميشيل عفلق رحمه الله
وتحية للأكرم منا جميعا وفي مقدمتهم شهيد العصر، شهيد الاضحى، القائد صدام حسين رحمه الله.
أبو محمد عبد الرحمن
نبض العروبة المجاهدة