كاظم عبد الحسين عباس
بعد كفاح طويل امتد قرابة ثلاثة قرون دافع خلالها العراقيون ببسالة وشجاعة وثبات نادر للدفاع عن وطنهم واستقلاله ووحدته وسيادته وخياراته القومية وتضمنت مواجهات شرسة مع التامر الخارجي وحروب التمرد وصولا الى العدوان الايراني الذي أمتد لثمان سنوات تلاه الدخول الامريكي ومن أرغمه الامريكان على الانصياع لمشاركتهم عدوانهم في حلف كوني حارب العراق عام 1991 تحت غطاء ( تحرير الكويت) واستمر العدوان بصيغة حصار ورجعات عسكرية متكررة الى ان اضطر التحالف الكوني بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لشن غزوه الغادر الغاشم عام 2003 وتصدى له العراقيون جيشا وشعبا في حرب لا فرصة لمقارنة توازناتها لا من حيث القدرات الفنية والتقنية ولا من حيث توازن القطعات وأنواع الاسلحة ولا من حيث القدرات الساندة للمعركة ومنها الأقتصاد لعراق قصم ظهره الحصار الشامل والاعلام الذي تخلف وحجمه الحصار ومنع العراق من امتلاك الثورة التي حصلت في عوالم الاتصال حتى وصلت قوات الغزو الى بغدام يوم 9-4- 2003م .
لم يكن يوما مشؤوما في تاريخ العراق كله فقط بل كان مشؤوما على كل بلاد العرب رغم الشراكة التي تطوع من تطوع وارغم من ارغم من النظام العربي للانخراط بها . من هذا اليوم بدأ التاريخ يسجل لعراق يتفتت بتأثير السياسات الطائفية والمحاصصات المذهبية والعرقية التي خطط لها لتكون هرم النفوذ التدريجي لتقسيم الشعب العراقي الواحد ولنهب ثروات الوطن حتى صار أكثر من نصف الشعب اليوم عاطلا وتحت خط الفقر وتحول العراق من بلد مصون الى ساحة مستباحة لمخابرات الدول وشركاتها الأمنية وصارت ما سمي ب ( المعارضة العراقية ) سلطة واجهية للاحتلال تنفذ سياسات القتل والتشرذم ومطاردة الاحرار حتى بلغ عدد الشهداء مليوني شهيد وصار العراق سجنا لابناءه الابرار شهدت أقبية التغييب والاعتقال والحبس تكديس ما يربو على مليون ونصف من الرجال والنساء جربت عليهم أبشع أنواع التعذيب والغاء الكرامة الانسانية من قبل قوات الاحتلال والاجهزة التي أسسها المتعاقدون مع الاحتلال تحت عنوان العملية السياسية وتشاركت اميركا وبريطانيا وايران في احتلال العراق حتى عام 2011 حيث هربت أميركا وسلمت العراق الى ايران لتستكمل احتلاله منفردة وتتواصل عمليات الفساد ونهب الثروات من كل الاطراف التي احتفت بيوم أريد له ان يكون نهاية العراق الا خسئوا.
ومع ظلامية وبشاعة ما جرى وبغض النظر عن الاوجاع والالام والماسي والكوارث الناتجة عنه فان ثمة نقطة اشراق ظلت تضيئ بعض المعالم المظلمة وتشي بالكثير من الدلالات والمعاني العظيمة الا وهي انطلاق المقاومة العراقية الباسلة تزامنا مع يوم احتلال بغداد ودخول الساقطين الى خدرها وهتك مقدسات العراق. المقاومة البطلة التي أعدت سلفا مع يقين القيادة بقدوم الغزو وتشكلت هياكلها واعدت مخازن أسلحتها وأطلق نيرانها المتحدية القائد البطل الشهيد الرئيس صدام حسين رحمه الله حيث حمل القاذفة على كتفه وقاتل مع جنده الابرار في العديد من مناطق بغداد لينسحب بعدها الى بقع عراقية أخرى دبر فيها مع رفاقه متطلبات التصعيد ورسم الافاق حتى واقعة أسره الغادرة حيث تقدم رفيق دربه ونائبه في الدولة والحزب ليستلم المهام ويستمر بدور القيادة الرائده الحكيمة الشجاعة المدبرة الى يومنا هذا الرفيق الامين العام للحزب والقائد الاعلى للجهاد والتحرير عزة ابراهيم حماه الله وأعزه بنصر مبين .
بقدر الألم والمرارة والاحباط واليأس الذي عاناه الجميع جاءت المقاومة الباسلة ردا صاعقا خارج توقع الغزاة والمتعاقدين الخونة بل وخارج توقع كل العالم الذي ظن مخطئا ان بعض العراقيين سيستقبل الغزاة بالورد غير انه لاقاهم بشوارع موحشة فارغه وبيوت موصدة وان البعض الاخر سيركن للاستسلام ويموت كمدا تحت وطأة الامر الواقع . فلقد نفذت المقاومة مئات الالاف من العمليات النوعية التي استهدفت اليات ودوريات الغزاة الراجلة والمحمولة في كل انحاء العراق واستهدفت أيضا مقرات القيادات والمعسكرات التي استوطنها الغزاة . وشهدت أرض العراق ملاحم اسطورية أصابت الامريكان والبريطانيين وباقي جيوش الغزو بالهلع والجنون . احترقت الاف الدبابات والاليات والهمرات في شوارع بغداد ومدن العراق وفي البساتين والقرى وضاعت الجيوش الغازية بين لهب ودخان ورصاص العراقيين الشجعان وتاهوا في فهم واستيعاب الطرق المبتكرة للتلغيم واليات التفجير عن بعد وجربوا كل وسائل التخابر والاستكشاف في الجو وبالكاميرات الحديثة والمخبرين وغيرها دون جدوى.
ونحن حين نتحدث عن هروب الجيوش الغازية تحت وطأة ضربات مقاومة العراق الجسورة فنحن لا نصوغ انشاء ولا نحبك اخبارا بل ننقل بعض الحقيقة . ونحن حين نقول ان دولتنا وجيشنا وحزبنا وشعبنا لم يستسلم ولن يستسلم قط فنحن لا نمارس التمني ونعيش في الاحلام بل نعلن عن وقائع نتائجها :
سقوط ما لا يقل عن 130 الف قتيل من قوات الغزو .
تدمير اقتصاد أميركا عبر تدمير الة غزوها وجنودها.
سقوط ملايين الجرحى والمعاقين والمجانين من جيوش الغزو والعملاء .
تحجيم وتعويق خطط الاحتلال ومناهجه في تفتيت شعب العراق ووطنه.
ادخال العملية السياسية الاحتلالية بانفاق مظلمة وكشف فسادها واجرامها وانحطاط القائمين عليها.
اسقاط هيبة أميركا بتصرفها الشائن بتمكين ايران من احتلال العراق بعد اضطرارها للهرب نهاية عام 2011.
لقد جرب الاحتلال المركب وأدواته القذرة كل وسائل القمع المعروفة وغير المجربة سابقا لانهاء المقاومة العراقية واخرها استخدام تشكيلات الارهاب ومنه واخره تشكيلي داعش والحشد الشعوبي غير ان مقاومتنا البطلة ظلت تتحكم بالمشهد بتكتيكات عبقرية وخطط عسكرية هي نتاج عقول رجال القادسية المجيدة وحنكة القائد عزة ابراهيم ورفاقه . وستبقى هذه المقاومة بميزاتها وسماتها الفاعلة وفعلها المتفرد تقود خطى شعبنا حتى تحرير كامل تراب الوطن وطرد القدم الفارسية النجسة من أرضنا ليس في العراق فقط بل أينما وطأت ودنست وهددت وقتلت وغدرت في وطننا العربي .
تحية الاعتزاز والتقدير لجبهة الجهاد والتحرير وقائدها القائد الاعلى للجهاد والتحرير أمين عام البعث الرفيق عزة ابراهيم ورفاقه وشركاءه من الوطنيين والقوميين والاسلاميين الاحرار.
تحية ثابتة مدى الدهر لروح الشهيد الحي القائد البطل صدام حسين ولرفاقه شهداء البعث الخالدين بأمر الله ومشيئته .
النصر أو النصر لرجال العراق , رجال الر سالة , رجال البعث ولكل حر أبي ظل واقفا رغم أهوال العواصف. والله أكبر