كنت من المتابعين للمؤتمر خلال فترة التحضير له وخلال فترة انعقاده ٨ إلى 10نيسان ٢٠١٧ في مدينة أوفيدو الإسبانية من خلال متابعة التقارير والمعلومات الصحفية ومن خلال التواصل مع عدد من رفاقي المشاركين.
بدءاً ..أنا أعرف العديد من الأخوة في رئاسة المؤتمر ومن أعضاءه الفاعلين وأعرف نقاءهم الوطني وحرصهم المجرد والمنزه من أي غرض شخصي ونشاطهم ومشاركتهم في المؤتمر تأتي انطلاقاً من قناعاتهم الوطنية وجهاديتهم المباركة.
وأعرف أن المشاركين في مؤتمر هذا العام يتحملون نفقات مشاركتهم كاملة من تكاليف النقل إلى السكن والطعام.
وأعرف يقيناً أن المؤتمر ليس بعثي بل هو عراقي بكل طيف العراق الاجتماعي والسياسي والديني.
وأعرف يقينا أن المؤتمر معارض ومقاوم للعملية السياسية وكل ما نتج عنها من مكتوبات وإجراءات عملية إجرامية.
وأعرف أيضاً أن مثل هذه المؤتمرات يمكن أن تتم محاولات اختراق مخابراتية لها بأشخاص أو بتقنيات حديثة للتجسس.
وأعرف يقيناً أيضًا ان استهداف مثل هذا المؤتمر أمر وارد وطبيعي لأنه جزء من الصراع القائم الآن على أرض العراق ويقف طبعاً على ضفة التناقض النظري والفعلي مع ما جرى ويجري للعراق منذ عام الغزو المشؤوم. وأن الاستهداف سيشتمل على طيف متدرج من النقد والعداء والطعن ... إلخ . مثلما سيكون له الكثير من المؤيدين.
وبناء على هذه المعلومات والمعرفة ولأني من الذين يقفون مع خط المؤتمر العام المعارض لاحتلال بلدي ولكل ما جاء به الاحتلال جملة وتفصيلاً فإنني أرى كعراقي عروبي قومي:
أولاً: بعثية المؤتمر التي روج لها الإعلام الحكومي والحزبي المليشياوي وبالأخص الفارسي هو محاولة بائسة لإلغاء شمولية المؤتمر العراقية التي حركت بعض هوسهم وردود أفعالهم غير المتوازنة من جهة وظناً مختنقاً قاصراً من أصحابها ان مهاجمة البعث واتهامه ما زالت ورقة تحمل بعض ممكنات الربح والانتشار وهي على العكس تؤشر تألقاً للبعث ونجاحاً مرموقاً في أن يكون جزءاً من اللحمة العراقية بل ومن بناتها كما هو منذ يوم تأسيسه ليس في داخل الوطن فحسب بل وفي بلاد الشتات.
ثانياً: إذا كان البعث هو الأب الروحي لهذا المؤتمر والمنسق الأعظم لانعقاده ولفعالياته ومقرراته الرائعة فطوبى له من حزب عملاق خاصة إذا أخذنا بنظر الاعتبار أن المؤتمر يشكل الآن قوة الاختراق العراقي للدول والمنظمات العالمية وليمت بغيضه من ظن أن البعث قد (قبر) وأن عضوية صلته وفعله العراقية قد اغتيلت وإلى الأبد.
ثالثاً: كون الأعضاء المشاركين وعددهم ألف مشارك وهو عدد كبير من البشر قد تحملوا تكاليف المشاركة كاملة لا تسقط ادعاءات إعلام الحكومة وسواه من المغرضين والطائشين والراقصين في كل الحلبات فحسب في مكبات الرذيلة والتزوير بل وتجعل من الألف المشاركين شهود على زور ادعاءات التمويل السعودي أو القطري أو الإماراتي للمؤتمر مع أن عون العربي للعراقي في تحرير العراق ليس عيباً ولا منة وهو أشرف في كل الأحوال من مرتبات المخابرات لدول مختلفة لمن يحملوا جنسياتها من حكام المنطقة الخضراء . ودعم البنتاغون ومواخير سوهو اللندنية ومكاتب المتعة في طهران ومشهد وقم.
رابعاً: قرارات المؤتمر تثبت، لمن يقيم بنقاء وطهر سريرة وعفة أنها عراقية وعربية خالصة لا تداهن ولا تناور ولا تقف في منتصف المسافة بل مع الوطن والشعب بلا رتوش وهذا يلغي تماماً الطعن الذي يوجهه البعض للحاضرين في المؤتمر ويهمش تماماً الادعاء بحضور من (يمثل فلان أو علان من الخونة والأراذل من سلطة واحزاب الاحتلال) بمعنى أننا لو افترضنا حضور (شخص غير مرغوب فيه لأي سبب كان) فإن هذا الحضور يفيد المؤتمر مرتين: مرة لأنه حضور لا قيمة له حيث لم يؤثر على القرارات التاريخية للمؤتمر وأخرى لأنه سينقل ما يوجع قلوب من تحملوا أعباء إرساله وتكليفه.
خامساً: يلجأ بعض منظمي المؤتمرات ذات الأهداف السياسية عمداً إلى السماح لمن يعرفون يقيناً انه ليس على خطهم من السياسيين أو الإعلاميين بل ويمكن أن يفتحوا نافذة يطل منها عدو بكل معنى العداوة ليحضر معهم لأن السياسة تقتضي أن تتواجه المتضادات وجهاً لوجه وان تتقابل المتناقضات قبضة مع قبضة .
لقد نجح مؤتمر المغتربين في صفحته الحادية عشرة من تقريب أمل التحرير وأطل على إمكانية أن يتحول إلى قوة قومية ائتلافية هي مطلب قومي ملح في هذه الحقبة الخطرة جداً بل المنحنى والمنعطف التاريخي في حياة الأمة. وبرهن في قرار تسيير قوافل إغاثة للموصل على أنه في قلب الهم والمعاناة.
تحية للمؤتمر وقراراته ولكل من وضع خطوة قدم في هذا النجاح المشهود الذي يأمل الأحرار على أن يكون نقطة مفصلية في كفاح العراقيين ليس لتحرير العراق فحسب بل لإنقاذ الأمة كلها.
كاظم عبد الحسين عباس