جنوب السودان دولة مستقلة أم جرح ينزف في خاصرة الوطن العربي ؟
قاسم فرحات
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام
ما لبثت الأقطار العربية تنفض عن كاهلها رماد الإستعمار وتنهض من سبات الذل والهوان والتخلف حتى وجدت نفسها أمام تحد جديد وهو اغتصاب فلسطين وتشريد أهلها بعد التنكيل بهم واستمر هذا الجرح ينزف حتى يومنا هذا.
ولكن الأوضاع ازدادت سوءاً بعد ان اشرأبّت عيون الطامعين بثرواتنا والمستغلين لخيراتنا فازدادت الجراح وانتشر النزف في كل ناحية من أنحاء الوطن العربي.
السودان من أكبر الأقطار العربية مساحة وفيها شعب طيب ومثقف يعيش على الزراعة ولم تتجه نحوه الأنظار في بداية الأمر لاعتقاد مافيا الرأسمالية أن السودان بلد فقير لا يملك فرصا للإستثمار فيه أو استغلاله .
ولكن وبعد العمل على مشروع الشرق الأوسط الكبير القائم على مياه النيل ونفط الخليج وتكنولوجيا إلكيان الصهيوني تغيرت المعادلة وبدأ العمل على إعادة رسم خارطة جديدة للعالم العربي
ولم يسلم السودان من شرهم حيث اكتشف مؤخرا أن السودان من أغنى الأقطار العربية بالماء والنفط.
كان هدف أعداء العروبة تقسيم السودان كباقي الدول العربية فغذوا التفرفة العنصرية بين القبائل العربية والإفريقية ودارت مواجهات عنيفة ذهب خلالها الكثير من الضحايا. و نجحت المؤامرة والضغوط المختلفة على حكومة السودان في اجبارها على الموافقة على التقسيم للاسف الشديد .
إستقلت جنوب السودان عن الدولة الأم وتحولتا الى دولتين ضعيفتين متناحرتين ويبقى السؤال.....
أين دور الأنظمة الحاكمة؟
لماذا اضطهدت الأقليات حتى شعروا بالغبن فتعاملوا مع أعداء بلادهم؟
لماذا لا يعمل حكامنا على دمج الشعب في مجتمع واحد تسوده العدالة والمواطنة؟
متى يتوقف استنزاف هذه الأمة وتحرر كل أراضيها وترى النور بعد الحدة.......؟
ان تقسيم السودان على اسس عرقية وغيرها هو نموذج للتقسيم الاجرامي المخطط له في مؤامرة سايكس بيكو الجديدة والمعبر عنها احيانا بالشرق الاوسط الجديد.. شرف اوسط تسود فيه الصهيونية بكل اجرامها وعنصريتها المقيتة.