يقول ابن خلدون : (الفساد مؤذن بخراب الدولة)
منذ احتلال العراق من قبل امريكا وحلفائها وظهور مصطلح الفوضى الخلاقة الذي ابتكرته الادارة الامريكية لوصف الحالة الجديدة التي بشرت بها ، والعراق ومنذ نيسان/2003 وليومنا هذا يدور في دوامة هذه الفوضى المؤطرة بفساد جامع لكل اشكاله حتى اصبح " العراق الجديد" عنوان رئيس لكل ملف فساد او موضوع فساد ، وهذا الفساد انجاز من انجازات الاحتلال لتدمير العراق وانهاء وجوده تدريجياً .
ولم اجد اصدق مما قاله الصحفي والكاتب المصري محمد حسنين هيكل "ان العراق اليوم اضحى عبارة عن بنك استولى عليه مجموعة من اللصوص ليست لهم علاقة لا بالسياسة ولا بحكم ولا بادارة الدولة".
وهنا تذكرت ماقاله المرحوم طارق عزيز حينما كان ضيف أحدى القنوات البريطانية عام 1996 وسأله مقدم البرنامج: كيف تتعاملون مع المعارضة العراقية ؟
فاجابه : ﻻتوجد معارضة عراقية
مقدم البرنامج: كيف ﻻتوجد وهؤﻻء الذين يعقدون ندوات في (لندن) و (طهران)!!!
فكان رده رحمه الله : هؤلاء ليس معارضين.. أنما لصوص وقتلة مأجورين بل مرتزقة يعملون لصالح الدول التي تمولهم...وليس لصالح بلدهم
وبعد عام 2003 تبين أن هؤﻻء حفنة من المارقين القذرين والوحوش الكاسرة التي تعتاش على الدماء فضلاَ أنهم عملاء وقحون وسراق ﻻينتمون الى أي دين وشرع..
نعم فامريكا جاءت بهؤلاء السراق الموغلين بالفساد والاجرام ليحكموا العراق وبقدرة امريكا ارتفع سعر برميل النفط من سعر تراوح منذ 1979 وحتى 2003 بين 12-26 دولار ليصل معدل سعره طول فترة الاحتلال الى 100 دولار امريكي للبرميل .
قال وزير النفط المقال عادل عبد المهدي وهو من كبار السراق في تصريح له لجريدة المدى يوم الأحد الماضي "إن موازنات العراق منذ العام 2003 وحتى العام الحالي بلغت 850 مليار دولار" ، يتفق جميع السراق من الحكام الجدد ان 460 مليار دولار لا يعرف مصيرها الى هذا اليوم وهذا لا يعني ان معروف المصير صرف في خدمة الشعب فلا يوجد مشروع استراتيجي واحد نفذ في العراق منذ 2003 .
وفقا لمجلة فوربس– الامريكيه وهي من اشهر المجلات بالعالم التي تعني بشؤون المال واغنياء العالم واثريائه ممن يملكون المليارات من الدولارات على مستوى العالم حيث ذكرت انه خلال فتره اثنا عشرة سنة فقط وهي الفتره من 2003 -2014 يعتبر القادة العراقيين الاكثر فسادا بالعالم:
1. نوري المالكي :رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي والامين العام لحزب الدعوه الاسلامي الحزب الحاكم في العراق. وتقدر ثروته 50 مليار دولار نقدا واموال غير منقولة تقدر بنصف مليار . " قبل 2003 كان يعمل بائع للسبح الرخيصة ويسكن شقة في ريف دمشق لا تتجاوز 70م".
2. اسامة النجيفي : رئيس مجلس النواب السابق ونائب رئيس الجمهورية المقال ورئيس كتلة متحدون , وتبلغ ثروته 44 مليار دولار واسهم وعقارات في تركياوالسعودية والامارات ومزارع وتربية خيول عربية وشريك في معامل انتاجية.
3. اياد علاوي : عضو مجلس النواب السابق ونائب رئيس الجمهورية المقال – امير حركة الوفاق الوطني – رئيس وزراء سابق للعراق . وثروته تبلغ 35 مليار دولار ولديه شقق في دوار الداخلية في لاردن وبريطانيا وشركات مقولات ومعامل انتاجية صغيرة.
4. صالح محمد المطلك: نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات في الحكومة السابقة ومقال من الحالية والمسؤول عن ملف النازحين– يرأس مجلس الحوار الوطني , وتقدر ثروته 8 مليار دولار واستثمارات وأرصدة وعقارات في تركيا والسعودية والاردن وبيروت.
5. حسين ابراهيم صالح الشهرستاني – نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقه سابقا وزير التعليم المقال. وتقدر ثروته 15مليار دولار واستثمارات نفطية وعقارات في لندن ولبنان والامارات.
6. جلال الطلباني– الرئيس العراقي ‘ السادس ‘ .وثروته المعلنة 16 ملياردولار وعقارات على شكل فنادق وقصور وشقق في تركيا وامريكا مسجلة باسم ولده قباد .
7. مسعود برزاني– رئيس اقليم كردستان ورئيس الحزب الكردستاني. وتقدر ثروته 48مليار دولار وسندات وعقارات وحصص في شركات في سويسرا والمانيا وايطاليا.
8. نجرفان برزاني– رئيس الوزراء الحالي لاقليم كردستان. وثروته 12 مليار دولار .
9. قباد طلباني– ممثل اقليم كردستان بالولايات المتحده الامريكيه وابن رئيس جمهوريه العراق السابق. وثروته تقدر ب 7 مليار دولار .وقباد هذا هو ابن زوجة الطالباني اليهودية الاصل هبرو .. زوجة طالباني . وثروتها تبلغ 9 مليار دولار مسكوكات ذهبية وسندات وقصور في السليمانية واربيل.
10. عباس البياتي : 11 مليار دولار.
11. بهاء الاعرجي : 10 مليار دولار.
12. احمد الكربولي : 9 مليار دولار.
13. حسن السنيد : 8 مليار دولار.
14. سعدون الدليمي وزير الدفاع : 4 مليار دولار .
واهملت المجلة طبعا امبراطورية بيت الحكيم والصدر المالية وقادة المليشيات الذين اثروا بالمتاجرة بالعراق ودماء شعبه ...
أن الدول تتفسخ وتنهار بسبب استشراء الفساد المتنوع المجالات والأشكال، والعجز عن محاربته، وأن القائمين على الدولة في مختلف الميادين هم منبع الفساد، وأن القوانين التي يسنّونها والقرارات التي يتخذونها، وهي تنطلق من مصالحهم، تؤدي إلى انتشار الفساد واستشرائه.
أن انتشار الفساد دفع بعامة الشعب إلى مهاوي الفقر والعجز عن تأمين مقتضيات العيش، كما دفع المنتجين إلى التذمر والضيق، لأنهم يرون أن قسماً كبيراً من جهدهم ينهب منهم أو يؤخذ دون وجه حق، ويرصد أثر ذلك كله على موقف الناس من الحكومة حتى وخلق لشرخ يؤدي إلى انهيار الدولة والانهيار لا يصيب الحاكمين فقط، ولا يؤدي إلى استبدال سلطة بأخرى، بل إنه دمر الدولة كلها، أي دمر المجتمع اقتصادياً، ثم سياسياً وثقافياً.
المسألة إذاً، ليست مسألة حكومة فاسدة تنهار أو تزول، بل مسألة مصير مجتمع بأسره.
ان الحديث عن السراق "حكام العراق بعد الاحتلال" يطول وليس بغائب على احد بل هو ظاهر ومؤشر لدى الجميع ويحتاج كل منهم سلسلة مقالات عن كل واحد منهم وكتب عن اساليب فسادهم وافسادهم.
وللحديث تكملة ان شاء الله...
د. أبو مصطفى الخالدي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام