سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الإجرام الطائفي الإيراني لن يجني غير الدم والفوضى والكوارث



من بين ما شاع وانتشر في أقطارنا وخاصة المشرقية منها إضافة إلى ليبيا بعد الحرب الكونية التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإيران والصهيونية ومن تحالف معها ضد العراق وأدت إلى احتلاله عام ٢٠٠٣ م هي التشكيلات العسكرية الميليشياوية المماهية والمشابهة لمليشيا بدر والحرس الثوري الإيراني. 


والمليشيات هي أذرع عسكرية في العادة للأحزاب أو التيارات تلجأ إليها لممارسة الإرهاب بكل أنواعه كالقتل ومداهمة البيوت والاختطاف وقطع الطرق والتسليب و كل ما من شأنه أن يمزق النسيج الاجتماعي ويبث الفوضى ويقوض الامن والنظام ويلغي القانون والمؤسسات. وكلنا شاهد على تكاثر هذه المليشيات وتبرعمها وانشطاراتها السرطانية بعد عام ٢٠٠٣حيث دعمتها سياسة الاحتلال ووجدت بها بعض ما يحقق أهدافها القذرة .

جاءت الأحداث المختلفة لتضع نظام الاحتلال في العراق والأنظمة العربية التي شهدت ما يسمى بثورات الربيع العربي عموما، في مسارات اضطراب دموية أفضت إلى حروب كلنا سجلنا بداياتها غير أننا لا نرى لها في الأفق من نهاية حيث تم ترتيب استخدام المليشيات من قبل النظام الإيراني الصفوي في أقذر وأقبح صيغ المهام ورسم لها أبشع وأوسخ الوسائل التي وجدت لها ساحة قبول أو غض طرف وتغاضي من الدول التي تدير مهام الشرطي الفارسي تحت ذريعة محاربة ميليشيات أخرى هي ميليشيات القاعدة وتفريخاتها ومنها ما عرف بداعش أو حتى مقارعة ميليشيات من نفس الهوية الطائفية.

إن المليشيات وبغض النظر عن كونها غير قانونية وإرهابية كما ذكرنا أعلاه فهي تشكيلات تحمل هويات عرقية عنصرية أو دينية مغالية متطرفة أو مذهبية مصممة لتمزيق جسد المجتمع الواحد وتهديم معماريته البشرية التي يضمها الوطن قبل أن تصير المليشيات حزاما وحرابا للهدم والتدمير والترويع والتهجير وإنهاء النظام والأمن والاستقرار المدني.

بهذا المعنى وطبقا لمشاهدات عيانية ميدانية في الكثير من أقطار أمتنا المجاهدة المستهدفة من ثالوث الامبريالية والصهيونية والصفوية فإننا نجزم بأن الأهداف والمخططات الفارسية لن تجني في أقطارنا غير نتائج ممارستها للإرهاب التقليدي الذي سيزيد من حجم الدماء المهدورة غدرا والمعاناة الظالمة للمدنيين والنساء والأطفال والشيوخ وتدمير البنى التحتية والفوقية وهدر الثروات وإضعاف هياكل الدولة وإنجاز انقلابات فاشلة أو نصف ناجحة لكنها يستحيل أن تنجح وتحقق النهايات التي تريدها إيران الامبريالية. 

لن تتمكن ميليشيات إيران الطائفية الصفوية من النجاح كما فشلت داعش في الثبات على الأرض التي مسكتها في سوريا والعراق و لن تصل إلى درجة إخضاع البلد لهيمنة إيران بالكامل. والدليل هو العراق وليبيا وسوريا إذ رغم أنهار الدم ورغم امتلاك التمويل الهائل ومساحات التحرك الواسعة فإن العراق وسوريا لن تسقط أبدا في قبضة الاحتلال الايراني بالصيغة التي ترغب بها إيران وتحاول الوصول إليها عبر تلك المليشيات. 

إن رد فعل الأمة قائم ولم يغب وسيكون هو الحاسم في إنهاء الإرهاب الميليشياوي وحتى دول العالم الداخلة الآن في اللعبة الدموية لتأمين وجود استعماري لها لن تستمر إلى ما لانهاية في استخدام المليشيات لتحقيق أغراضها. ونحن نسوق هذا الاستنتاج نذكر بأن قواعد انطلاق المليشيات ليست وطنية ولا قومية بل هيأها الاحتلال وشركاته الأمنية ومخابرات الدول المشاركة فيه. وأحد أركان فناء المليشيات المنطقية والعلمية والواقعية هي أنها ستزول مع الاحتلال مادامت قد ولدت من خلفياته القذرة ورحمه العفن. غير أن الجهاد والمقاومة الوطنية هي الأدوات الحاسمة في إزالة هذا الطفح الذي شوه صورة بلادنا وترك ندبه وسخامه وأنواع إجرامه فوق بشرتنا النقية وسحنتنا العربية المسلمة المؤمنة الناصعة.

الإسلام السياسي بشكل خاص سيفقد كل أرصدته إن ظل متمسكا بالمنهج المليشياوي وما نراه من جعجعة المليشيات هو الدليل القاطع على كونها زبد لن يمكث طويلا.

لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018