سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

د. نزار السامرائي : العمر موقف


هناك من يظن أن الإنسان كلما تقدم به العمر مال إلى الدعة والاعتدال في التعامل مع الأحداث والمستجدات كناية عن التراجع عن المواقف الثابتة.

لكنني أرى خلاف ذلك تماما مع تقديري لوجهات النظر الأخرى، إذ أرى أن خبرة العمر الذي يتمكن الإنسان من اكتسابها كرصيد معرفي وفكري وسياسي لا بد أن تجعله أكثر تمسكا وتشبثا بما يعتقد ويؤمن، ويجب أن يفقد أي تفكير نعم مجرد تفكير بالتخلي عن معتقداته.
 المرونة ليست في المبادئ وإنما في طريقة التعاطي والتعامل مع ما يعرض للإنسان من أحداث يومية وتفصيلية تتعلق بالمعاملات وكيفية التعامل الإنساني المبني على احترام المقابل كإنسان بصرف النظر عن الصفة التي يحملها.
ولكن فيما بعد ذلك وعندما ينتقل الأمر إلى القناعات الدينية السياسية الفكرية والوطتية والقومية حينذاك يصبح التقدم في العمر سببا لمزيد من التمسك بالخيارات التي سار عليها الفرد طيلة عمره، ويكون من العار حقا أن يفرط الفرد الذي يحترم "تاريخه وتجربته ونفسه وسمعته" بما حمله من معتقدات تحت لافتة "أن التقدم في السن يجب أن يضفي مسحة من المرونة على المرء".
نعم ولكن ليس في المبادئ والمعتقدات وإنما في أساليب التعامل مع الآخرين بخلق ودماثة.
 فلا مجاملة في القناعات ابدا ومن لم يفرط بشيء من معتقداته في شبابه وكهولته، هل يقبل منه التفريط بشيء منها وقد اقترب من خط النهاية؟
وهل هناك شيء في الدنيا كلها له قيمة كي يفرط من أمسك بجمر المبادي طيلة عمره بما تحمل من أجله العنت والضيم والقهر؟
وماذا سيقول لنفسه من يفرط بقناعاته نهاية الشوط؟
تأسيسا على هذا ليسمح لي من هو على قائمة أصدقائي في صفحتي بالفيسبوك أو من يبعث لي بطلب للصداقة أن أضع أمامه تلك المفاهيم وأقول بحسم "كل من يشيد بالعملية السياسية وكل من يضع علم الاحتلال الخالي من النجوم الثلاث وكل من يروج للحشد الحاقد وللعمائم الايراتية فلن يجد له مكانا في صفحتي.
العمر يمنح الإنسان حصانة مبدأية عصية على الاختراق من خلال الخبرة الحياتية وليس الاستعداد لتقديم التنازلات السياسية أو الفكرية.
هذا هو سبيلي عن بصيرة ووعي.

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018