عن الهيمنة الإيرانية ومخاطرها على الهوية الثقافية العربية..
أبو محمد عبد الرحمن.
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام.
إن مفهوم الهيمنة مفهوم واسع يختلف الباحثون في تحديده. فالبعض يتحدث عن الهيمنة العسكرية،
والبعض الآخر عن الهيمنة الاقتصادية أو الهيمنة السياسية أو الهيمنة الثقافية، والكثير منهم يستخدم مفهوم الهيمنة مرادفاً لمفهوم الغزو.
وإذا حاولنا وضع تحديد لمفهوم الهيمنة الإيرانية على العرب والأحواز العربية والعراق خصوصا الذي فاق كل ما ذكرناه آنفا". نجد أن العنصر الذي يرتكز عليه الإيرانيون هو مفهوم التسلط والإكراه، فالهيمنة عندهم هي فرض ثقافة معينة على العراقيين بشكل ظاهر أو خفي.
ويمثل الشكل الظاهر، ما قامت به إيران في سعيها لنشر ثقافتها ومذهبها الصفوي بالتعاون مع حكومات الاحتلال الأميركي و المليشيات والأحزاب التي تدور في فلكها، وكذلك اعتمادها على الدور المشبوه للهيئات والتنظيمات الايرانية في مراكز انتشارها على الأراضي العراقية.
أما الشكل الخفي من الهيمنة الثقافية ، فيبرز في خطط إيران الاستراتيجية طويلة المدى المعدة للعراق ولما بعد العراق، وتستعين فيه إيران بطبقة من ذوي الأصول الفارسية أو المتعاونين والخونة العرب الذين باعوا ضميرهم وشرفهم وهويتهم.
تعمل هذه الفئة العميلة من خلال آليات خفية لتتحكم في العقل العربي بشكل لا شعوري، وأهم تلك الآليات إنتاج العلوم والثقافة بشكل مبرمج متخذة من ثقافة الفرس نهجا" لتتمكن من التسلل والتحكم في تكوين ثقافة ضعيفة وخاضعة وفاقدة للهوية العربية. ويعتبر هذا من أخطر أشكال التسلط والهيمنة بل وأشد خطورة من الهيمنة الاستعمارية نفسها. إذ تكمن خطورتها في تداعياتها في المستقبل القريب عند ممارسة المثقف العربي لها لا شعورياً بدون وعي أو إدراك، ولأنه المنهج الوحيد الذي تلقاه أثناء فترة دراسته.
لذا على الأمة العربية والشعب العراقي أن يعيا مدى خطورة الاحتلال الفارسي الصفوي وأن يصطف الجميع وراء المقاومة العراقية الوطنية لدحر هذا المشروع وليعيد الوضع إلى طبيعته وليستعيد العراق العظيم دوره الريادي حارسا للبوابة الشرقية ومدافعا عن قضايا الأمة وسدا منيعا لكل المؤامرات التي تحيكها إسرائيل الشرقية بالتعاون مع شقيقتها الغربية.
وعلى جميع العرب أن يتنبهوا للخطط الفارسية في التمدد والتوسع في أقطارنا (وما يجري الآن في العراق سوريا واليمن وليبيا خير دليل) وأن يتصدوا له بكل الوسائل المتاحة. لأن التاريخ علمنا أنه حيثما حل الفارسي الصفوي حل معه الخراب.