سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

كاظم عبد الحسين عباس : الإعلام الثوري يجب أن يكون صادقاً ودقيقاً



لأن الثورة ومقاومة الطغيان والانحراف والغزو والاحتلال هي أعمال نبيلة ذات أوعية أخلاقية تقترب أو تضاهي أرقى القيم الأخلاقية الموصوفة في ديننا الحنيف وفي كل الأديان السماوية الأخرى فضلاً عن كونها صمامات أمان كبيرة لضمان انسيابية الحياة الاجتماعية وما يتعلق بها من اقتصاد وسياسة وخدمات حكومية لذلك فإن هذه الأعمال لا تحتاج لممارسة الكذب ولا التدليس ولا التضليل لا في الإعلان عن نفسها ولا في التعريف عن مناهجها وفعالياتها:

الأهداف النبيلة لا تحتاج إلا إلى وسائل إنجاز وتحقيق نبيلة.
وعليه فإن الإعلام والثقافة كخطاب ووسائل تعبوية تنويرية تبشيرية يجب أن يظل متمسكاً بعروة الصدق مهما كانت الظروف والمعطيات ولمؤثرات المحيطة به ومهما كانت المشاكل والإشكالات التي تواجه رجاله. الالتزام بالصدق والشفافية ليس تعبيراً عن نقاء النوايا وطهر الأهداف بل هو انتماء روحي عميق لقيم الدين ومكارم الأخلاق هي رسالة رسولنا الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه واله وسلم .… النجاة في الصدق كما تعلمناها في ومع تعلمنا ألف باء أبجديتنا الكريمة.
الصدق في الإعلام في زمن يعادي الصدق ويسبح بالرذيلة بكل أنواعها هو أحدى فضائل الثوار والمقاومين الأحرار لأن مخالفة منهج الصدق هو من أخطر الانحرافات في الارتباط بالله سبحانه وبحركة الحياة بكل روافدها وهو الذي يؤدي إلى ويغذي كل أنواع الفساد المالي والإداري والأخلاقي الذي تفشى في عهد انحطاط الأخلاق والصدق بل أكثر من ذلك أن غياب الصدق عن الأفراد والتجمعات السياسية هو أحد سمات ومظاهر الخيانة والعمالة والإجرام وانعدام الضمير والذمة.
لا يمكن أن نكون ثواراً ومحررين إذا انغمسنا لا سمح الله بذات الصفات النجسة لمن نواجههم من الأنجاس الأشرار المعتاشين على الكذب على الله ودينه وخلقه على حد سواء وليس أمامنا من منهج غير الصدق والطهر والنبل وعلو القيم الاجتماعية والسياسية التي نتبناها وننتهجها ونحن نواجه تضليلهم وتزييفهم وكذبهم.
إن الكسب النوعي للرأي العام أو أجزاء منه يجب أن يتم بناءاً على ثوابت أخلاقية من الصدق والنبل وسلوك الفرسان.
حبل الكذب قصير
وما يحققه الكذابون لا يلبث أن ينطوي بل ويعود بمردودات عكسية تماما على من يحتمون ويتضللون به. وأياً كانت المردودات التي تخلقها ارتجاجات وصدمات الأخبار الملفقة أو المفبركة غير أنها سرعان ما تصير عبئاً على مروجيها وعلى من يعتاشون عليها. ويخطئ كثيراً من يستعجل السبق بتبني التكهنات والتحليلات التي لم تؤكدها وقائع محددة بل قد يضع نفسه تحت وطأة رد الفعل الذي سيستخدمه أعداءه والمتصيدين لهفوات التعجل والذين يصممون أحياناً مصائد من هذا النوع للثوار والأحرار لإيقاعهم بها بهدف تقويض ميزتهم الكبرى ألا وهي المصداقية.
وعلينا ونحن نمارس عملنا الثوري المقاوم المقدس أن نترفع عن الرد على كل الترهات التي يسبح في فضاءها المدلسون الكذابون لأن الرد عليها سيحقق أهدافهم ويضعف قدراتنا لأن الثوار في العادة نوع وليس كم عددي في حين أن الأشرار المنافقين المفبركين في زمن العهر كثر فهدفهم هو إغراقنا بما يختارونه من مواضيع وإلهاءنا عن واجباتنا الأساسية وجرنا إلى المهاترات وهذا ما علينا توخي الحذر منه فهم يشتغلون وفق دراسات ومناهج نفسية وليس عفوياً ولا عشوائياً كما يظن البعض. وفي هذا الباب يمكن أن يتم الرد بانتقائية ومن قبل أقلام كفوءة ومسلحة بمعلومات وحقائق ويكون ردها أخلاقياً وصادقاً ومتوشحاً بأنوار الحق وبما يشفي غليل قلوب القوم المؤمنين.
إن التبشيع والتضليل والنفاق والكذب هو سلاح الغزاة والمحتلين وأدواتهم وذيولهم وسلاح الفاشلين الساقطين المغلوبين بخسارتهم الفادحة لوطنيتهم ودينهم وهويتهم حتى لو فازوا ببعض ملذات السلطة جاهاً ومالاً وعليه فإنه لن يمكث طويلاً بل سيمضي كما يغور الزبد في قاع البحار.
الصدق في التنوير والتحشيد وخلق الرأي العام هو طريق مخاطبة العقول الراجحة الكبيرة والنخب الفاعلة من الشعب وهو الجزء الذي يحتاجه الأحرار والثوار في حقب المقاومة و ملاحقة عوامل الاستقلال الناجز.
اللهم ربي ادخلنا مدخل صدق
وأخرجنا مخرج صدق
وانصرنا على القوم الظالمين.



كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018