هذا الموضوع كنت قد كتبته أواخر العام الماضي، ولأنني حريص على إغناء التجربة العربية وتشخيص بعض سلبياتها من دون أي تشهير بهذا الطرف العربي أو ذاك، وخاصة المملكة العربية السعودية التي أرى أنها تتعرض حاليا لحملة كراهية ودعاية سوداء تشنها عليها أوساط إيرانية وأمريكية وإسرائيلية بضغوط من لوبيات لا تخفى على المراقب الحصيف، هدفها حصر المملكة في زاوية حرجة ومنعها من مواصلة التصدي الباسل والمشرف للمشروع الإيراني، وكي لا أكون من بين الجهات الحاقدة على
النهوض العربي والتي تسعى لإفشال وقفة الحزم العربي الذي تقوده السعودية ضد المشروع الفارسي التوسعي والهادف إلى إعادة رسم الخارطة السكانية بما يتيح لإيران إعادة استنساخ تجربة إسماعيل الصفوي بخطة التشيع الدموية التي طبقها مطلع القرن الثامن عشر في إيران، لتغادر هذه الخطة حدود إيران الحالية وتنتقل إلى آسيا وأفريقيا، وتعطي سلطة الولي الفقيه في إيران فرصة الزعم باحتكار تمثيل المسلمين في العالم أجمع، ومن ثم لتصبح قوة تستخدم الإسلام سلما لمجد إمبراطوري فارسي غابر لا يعرف من الإسلام المحمدي شيئا إلا الاسم بعد أن أدخل عليه الفرس من البدع والضلالات ما جعله أضحوكة للناس.
من أجل كل هذا اتصلت بأحد العاملين في السفارة السعودية وبمكتب وزير الإعلام السعودي في الرياض وقلت لهم في رسائل إما بالإيميل أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي "إنني أعددت موضوعا فيه إشارات قد يفهمها بعض المتربصين بأنها تعريض بالقيادة السعودية" لأنني في واقع الحال من المتصدين للحملة الظالمة التي تتعرض لها المملكة، ما يهني أصلا وقبل كل شيء تقديم ما لدي من ملاحظات قد تخدم خطة مواجهة إيران، ربما لأنني أظن أنني أكثر مراقب يشخص الخطر الإيراني ميدانيا وبحكم أسر لمدة عشرين سنة أمضيتها في معسكرات الأسر الإيرانية الرهيبة، ولأنني فقدت القدرة على إيصال موضوعي بالطرق التي رأيتها أسلم، ولأن بعض المسؤولين في وطننا العربي ما زالوا للأسف الشديد يعتقدون بأن كل من يطرق بابهم لا بد أنه جاء متسولا، ولم يفكروا بأن الطارق ربما يحمل هدية ثمينة، على العموم هذا مرض عربي مزمن وشعور بالتعالي على الآخر يجب أن يغادره كل من يؤمن بالله ورسوله وكتاب الله وما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، "الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أنى وجدها ولا يسأل من أي إناء خرجت" لذلك سأبدأ من اليوم بنشر الموضوع على حلقتين على الرغم من أنه طويل نسبيا، وآمل أن تتم قراءته من موقف سلبي أو معاد مسبق، كما أريد أن يقرأ بروح علمية تسعى للخروج منه بنتائج على الأرض، والله من وراء القصد.