هو صدام حسين عبدالمجيد التكريتي والدته صبحة طلفاح المسلط ومتزوج من السيدةساجدة خيرالله طلفاح وله خمسة ابناء.ولد في بلدة العوجة شمالي بغداد عام 1937وتابع دروسه الابتدائية والثانوية فيها وانتقل عام61 الى القاهرة حيث درس الحقوق ولم يكمل وقد التقى الرئيس جمال عبدالناصر عدة
مرات اثناء تلك الفترة .
منذ شبابه اعترك صدام حسين العمل السياسي والتقى ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث العربي في دمشق واعجب بالفكر القومي العربي فعاد الى بغداد وبدأ نشاطه السياسي مع نشطاء الحزب هناك وقد سطع نجمه في العمل الحزبي والسياسي واستمرت حركة نضاله القومي فعيين امينا لسر الحزب عام 66 بدعم وايعاز من مؤسسه عفلق وقام بعدة تحركات نضالية استهدفت اعضاء الحزب الشيوعي كما دعم انقلابا ضد الرئيس عبدالكريم قاسم في نفس السنة وبعدها اشترك مع اللواء احمد حسن البكر حيث قادا انقلابا اطاح بالرئيس عبدالرحمن عارف عام 68 تم خلاله استسلام عارف ومغادرته البلاد وتسلم البكر مقاليد الحكم وعيين صدام رئيسا للوزراء واعتمد حزب البعث حزبا حاكما حيث وضعت خطة شاملة ومنظمة للنهوض بالدولة والمجتمع ترتكز على الحرية والاشتراكية والمساواة وتأميم جميع املاك الدولة .
عام 79 تسلم صدام حسين رئاسة الجمهورية بعد تنحي البكر وبدأت معه مرحلة جديدة من التطور والحداثة ومواكبة احدث النظم التكنولوجية العصرية حتى غدا العراق دولة صناعية واعدة تصنع كل شيئ ساعده في ذلك التحسن الكبير الذي طرأ على اسعار البترول العالمية .
لقد سعى الرئيس صدام حسين الى بناء جيل عصري يرتكز في عقيدته وتوجهه الى اعتبار بلاد العرب وطن قومي لجميع العرب حيث فتح حدود ومنافذ العراق لجميع الراغبين من ابناء العرب دون سمات دخول عملا بمبادئ البعث التي تنص على اعتبار جميع العرب اخوة في العروبة وفتح لهم الجامعات مجانا مع تامين وفادتهم وكافة متطلباتهم من مسكن وطبابة ومأكل دون اي مقابل وقد استفاد مئات الاف من الطلاب العرب وهو عمل تفرد به الرئيس العراقي يضاف الى اهتمامه الجدي في جميع قضايا العرب وفي طليعتها فلسطين والتاريخ يشهد على دعمه الكبير لجميع حركات المقاومة الفلسطينية وانشائه جبهة التحرير العربية ولو كان للعراق حدودا مع فلسطين المحتلة لما نام حكامها ساعة واحدة.
ليس من بلد عربي غابت عنه عيني صدام حسين من خلال الانتشار الواسع لحزب البعث في جميع الاقطار العربية عدا الخليج الذي لا يسمح حكامه بممارسة العمل القومي وربما ازعجهم تمدد ظلال صدام حسين في بلاد العرب فبدؤا بحفر الحفر ونصب المكائد له تماما كما فعلوا مع الرئيس عبدالناصر.
عام 79 وبعد نجاح ثورة الخميني في ايران بدأ النظام الجديد خرق الاتفاقات المعقودة مع شاه ايران حول الخطوط المائية في شط العرب وبدأت مناوشات محدودة بين الجانبين على الحدود استمرت عشرة اشهر فألغى الرئيس العراقي اتفاقية الجزائر الموقعة عام 75 مع الشاه من جانب واحد مما اثار حفيظة نظام الملالي الجديد فاحتل جنودهم عدة منافذ وقرى برية حدودية مما اضطر العراق دخول حرب مع ايران استمرت ثماني سنوات استعاد خلالها العراق السيطرة على اراضيه ونظم الخطوط البحرية في شط العرب لكنها استنزفت قدراته المالية والبشرية طالبا الاقتراض من دول الخليج فرفضوا كون العراق مديون لهم فطالب الكويت بحصته من حقول النفط التي تديرها فاختلقوا الاعذار والحجج مما اضطره لاجتياحها عام 90 فاستجرت هذه الخطوة حرب الخليج الثانية حيث استنجد حكام الكويت والخليج بسيدهم وضامن عروشهم الاميركي الذي شن هجوما بالطائرات اخرج العراقيين من الكويت وبدأت مرحلة الحصار التعسفي واتباع سياسة التضييق والحرب الاقتصادية والغذائية بالاتفاق مع امراء النفط بغية اسقاط صدام حسين فأشاع الاميركان وجود سلاح دمار شامل في العراق اضافة الى اختلاق التهم باحتضانه لعناصر القاعدة بعد تدمير البرجين في نيويورك عام 2001 فارسلت واشنطن جيشها لغزو العراق في اكبر عملية سطو مسلح عرفها التاريخ حيث اسقطت صدام حسين ونظامه في اذار 2003 وللمفارقة لم يعثر خبراء الطاقة على اي اثر لاسلحة دمار شامل ولا على "قاعدة".
في شهر ديسمبر من نفس العام تم اعتقاله حيث خضع لمحاكمة في قضايا ضد الانسانية اصدر على اثرها القاضي الكردي عبدالرحمن رؤوف احكاما باعدامه وقد نفذ الحكم بطريقة مخابراتية مافيوية مثيرة للجدل ويكتنفها الكثير من الغموض في 30 ديسمبر عام 2006 مصادفة مع صبيحة عيد الاضحى.
لعل ما حصل في تاريخ هذا الرجل النضالي خلال وجوده في سدة المسؤولية لهو وزر تحمله منفردا حيث ترك وحيدا فلا ظهير استند عليه في مواجهته لاعداء العروبة في الداخل والخارج فتناوبت الوحوش الكاسرة على نهش جسده بتلذذ بدعم وغطاء وتخاذل من اخوانه العرب فتجرأ عليه الفرس والاميركان والصهاينة يهودا وعرب ولم تسمح له عزته وحميته وعظمة عنفوانه الركوع والانبطاح كما فعل ويفعل هؤلاء المفعول بهم من الاشقاء الذين طالما وقف الى جانبهم قلبا وقالبا فحقا استحق لقب سيد العروبة وبطلها فمات واقفا شامخا عالي الرأس مبرق العينين في وضع يشبه رتابته ويوازي عظمته ولعمري خير رثاء يليق بك ايها المارد العربي بيتا من قصيدة انت قائلها: هذا إبائي صامد لن ينحني ويسير في جسمي دم العظماء .
فلا عراق من بعدك ايها الفارس ولا عرب تتمجد وتفتخر