أيها العرب.. لن يسلم منكم أحد بدون العروبة.
العروبة هي قارب نجاتنا ....
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام
هذا ما حل بالأمة بعد احتلال العراق، ترونه
وتسمعونه، هو باختصار بداية نهاية الأمة إن لم تلملم الجراح وتتداعى النخوة للوقوف بوجه الطوفان فوراً. وقد تحركت تلك البداية إلى مسافات هامة وخطيرة.
دخل من دخل من العرب في حفر الباطن تحت ذريعة حماية الكويت التي كان بالإمكان معالجة أمرها بما لانهاية من الممكنات العربية غير الحرب الكونية التي شنت على العراق حتى ولو افترضنا أنه أخطأ بقرار الدخول كما يرى البعض، وها هي الكويت وسوريا والسعودية وغيرها من دول من دول حفر الباطن تعصف بها ذات العاصفة التي أتت للعراق. لم يتمكن نظام الأسد من حماية نفسه ولا المملكة والخليج بمأمن ولا مملكة الأردن تطفو على سطح الرخاء ولا مصر وجدت ضالاتها من مكافئات الانضمام إلى جوقة (الحق الكويتي) المزعوم.
قيل أن نظام العراق دكتاتوري ويهدد أمن العالم بالأسلحة المدمرة فصعدت غيرة ونخوة من صعدت نخوته من حكام العرب فتباروا في تقديم المعلومات الحقيقية منها والمزورة للمخابرات الأمريكية والبريطانية والصهيونية وغيرها لقاء مكافئات لا تبني دول ولا تسد عوزها ولا تحسن اقتصادها وقد لا تكفي لليلة حمراء مع امرأة حمراء الشعر لهذا المسؤول أو ذاك ممن نعرف هوسهم الغرائزي.
تم التعاطف مع المظلومية المزعومة (للشيعة) فهجرت بعض عمائم قم أعشاشها هناك وحلت بدور الضيافة الكويتية ولم يبخل الجود العربي على إيواءها وتجهيزها بإسناد أمريكي بريطاني صهيوني إيراني ليس كعراقيين معارضين بل كأئمة وآيات الله وكهنة مقدسين وعلى أساس أنهم تطاردهم أشباح وشياطين لا وجود لها إلا بخيال المرضى والحاقدين على العروبة ودورها في العراق.
وتربعت السلفية والوهابية على أرضيات مخملية وادعت أن كل ما سواها باطل وأنتجت من بين ثناياها تفريخات لتنظيم القاعدة التي غازلت عقول الكثيرين ليس بحكم الدين القيم فقط بل وبرد الحيف والعدوان الغربي الإمبريالي علينا كادعاء صار سلاحاً يدمرنا بيد الغرب. والقاعدة صعدت وهبطت، ماتت وبعثت، عقمت وفرخت ومع كل ما جلبته لنا، كان الخميني الصفوي ينغمس في المشهد المنتج من القاعدة ويحقق خروقات قاتلة في جسدنا.
ومع مظلوميات مذهبية تتوزع على الجميع كما توزع علينا نحن العرب الجهل والفقر والإذلال توزع الخلاف الحزبي فصار العربي إما أن يموت إذا انتمى أو أن ينتمي لكل الأحزاب في آن واحد فيصير بعثياً وشيوعياً وناصرياً ومؤتمرياً ووفدياً وإخوانجياً ودعوجياً وديمقراطياً واشتراكياً ووحدوياً وانفصالياً وقطرياً لكي يضمن لنفسه عدم الإدخال في قوائم التصفية الجسدية وهذا طبعاً أمر وهمي وخيالي ومستحيل فقبل العربي المؤمن بعقيدة إما الموت أو التملق والنفاق أو الانزواء صامتاً محجوراً إذا خذله إيمانه وخارت قواه تحت مقابض الجلادين ودريلات ثقب الجماجم الكهربائية.
نعم .. كان النجاح الأكبر للغرب في اختراقنا بواسطة خميني (شيعي صفوي) بدأت بواكيره مع لحظات إبلاغ الخميني بقرار استبدال الشاه الشرطي. وخميني ما خذل أسياده ولا تباطأ في الولوج فوراً في تنفيذ منهج تصدير الثورة الخمينية تحت ستار التشييع. وقرار إظهار خميني كان مترافقاً مع قرار إمبريالي صهيوني آخر هو تحريك الضفة الطائفية الأخرى ولو بدرجة مختلفة وتعميم أفكار مزوره عن هوية القومية العربية ونظريتها على أنها (سنية).
واليوم .. وبعد أربعة عشر عام على تهديم السد العراقي ووقوع الكوارث وديمومتها والاتجاه الحثيث إلى مزيد منها .. تطل علينا الأفعى بفحيح جديد من غروزني … فحيح يجعل من الوهابية فكر وعقيدة ومذهب والسلفية دين خارج عن الإسلام (هكذا قيل) وأن الوهابية والسلفية والصوفية عوامل تحتية وفوقية في حياتنا نحن العرب لا مناص لنا بالفلات منها إلا بالقتال.
وكما كانت الدكتاتورية وأسلحة الدمار الشامل ذريعة كاذبة لإسقاط العراق وتدميره
توظف الطائفية في غروزني بطريقة فلسفية وفقهية متجددة لإسقاط بلاد عربية أخرى
نعم .. نحن لدينا ألف من التحفظات والاعتراضات على عديد الأنظمة العربية
غير أننا نرفض احتلال الأرض العربية من الأجنبي أياً كانت هويته أو أغراضه المعلنة تحت أية ذريعة.
وندعو إلى:
العودة إلى الخيمة الجامعة للأديان والأعراق والطوائف. منبع الفكر والهوية. ندعو للعودة للعروبة حاضنة الإسلام وسيفه ورايته ومنبع الإيمان والتوحيد واليقين بالله سبحانه. هذه العودة وحدها هي بلسم الجراح وموحدة الكلمة والنيات والمواقف. هي الحاضنة للعواطف والمشاعر والفلسفات والتوجهات. هي الملبية للتوق والطموح المادي منها والروحي على حد سواء. العروبة تلغي أو تحجم الخلافات وتوحد الخطى والمسارات. فأمتنا كانت وستبقى إلى يوم الدين:
أمة عربية واحدة… ذات رسالة خالدة
ولن يرد الردى والهوان والهزائم إلا برفع راية العروبة.