مؤتمر كروزني المدعوم من مصر ممثلة بالازهر وبموقف رسمي مصري وبحضور لسورية بشار الاسد ووصاية روسية واضحة ، هل هو بداية الفتنه وأبرازها بين ابناء "السنه" بعد اكثر من عقد لاشعالها بين الشيعة والسنه واقلمتها؟!
الان في الاعلام الروسي والالماني كثر الحديث عن استخدام مصطلح الوهابيه ، في المقابل مؤتمر كروزني صبغته كما يدعون ( صوفي) وهاجم علانية( الفكر الوهابي )المتشدد .
مع انتهاء المؤتمر شنت ايران على لسان خامنئي هجوم لاذع على السعودية والفكر السلفي ودعى لتدويل الحج ، صاحبته دعوة لنائب بريطاني بوجوب بناء مرقد للسيدة فاطمة في مقبرة البقيع . في حين ان هذا البريطاني لا يعرف من فاطمة شيء . لكن طلبه كان نتيجة وصوله عصف للتحرك الايراني في مختلف ساحات دول العالم . وهذا يدلل على ان لايران قدرة التحرك وخلق رأي عام عالمي مؤيد لها وهنا تكمن خطورتها ، فمكمن قوتها هو لوبي عالمي يعرف كيف ومتى يتحرك ، يقابله ضعف عربي رسمي وشعبي وفقدان للبوصلة مما يسهل مهمة اعدائه .
اذا اراد العرب كأمة البقاء على قيد الوجود عليهم رفض الطائفية بكل اشكالها بل ابعد من ذلك رفض اي شكل من اشكال حشر الدين في السياسة ، فسلاح اعدائنا الفعال ذو التدمير الشامل هو استخدام الدين لتحارب يه ابناء الامة وهي تسيطر على ثرواتها وتحركهم كيف ما تشاء .
المنادات بالمواطنة كحق للجميع والتعامل مع الاخر على انه شريك اساس في الوطن بغض النظر عن دينه ومذهبه وفكره هي البداية للنهوض والارتقاء ، وبخلاف ذلك فدمار للذات والهوية وضياع للأوطان .
الدين واداء الفرائض وممارسة الطقوس الدينية هي علاقة العبد مع ربه ، اما الوطن فالجميع شركاء به ولا يجوز باي حال ولا باي دين سماوي او فكر راقي فرض لدين او لفكر اجبارا ، فالله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم :
{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256 ، الاية الكريمة فيها اشاره واضحة لمنع الاكراه لاتباع معتقد او دين وللانسان الحرية في اختيار ما يؤمن ويعتقد به والله الكفيل بحسابه ، وحتى في الدعوة الى الله امر رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام بالدعوة السلمية وبالحكمة الحسنه يقول عز من قائل " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ " ، الآيتان الكريمتان المذكورتان انفا لا يأتيهن الباطل وغير قابلتين لأي تأويل .
ان الله لم يخلق له وكلاء حاشاه ورسالته كانت للناس كافة رحمة بهم وليس لعقابهم والذين ينصبون انفسهم وكلاء لله في الأرض ويعطون لانفسهم سلطات الاهيه هم مرضى يعتاشون على معاناة الاخرين ويقودون متبعيهم لغياهب الجهل لتزداد سلطتهم عليهم ويرتفع اسهم انتفاعهم منهم.
الطائفية مرض يفتك بالامة على الجميع مسؤولية مكافحتها لتتعافى الأمة وتنهض من جديد ...
د. أبو مصطفى الخالدي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والاعلام