لأن المؤتمر الذي أرادته النخب القومية في الوطن العربي بيئة عربية حقيقية للدفاع عن قضايا الأمة بوجه كل الأخطار التي تحيق بها وتتهددها بمصيرها، فقد وجدت فيه حين
انضمامي إليه منبرا مناسبا يعبر عما يجيش في صدري وما يختزنه عقلي من فكر عروبي.
ولكن إيران تسللت إليه بعد فتحت لها عصبة مارقة على الفكر القومي فوجدت فيه أرضا رخوة لتدوس عليها وسهلا خصبا لتزرع فيه فكرها القومي الفارسي الشوفيني الاستعلائي وليتحول المؤتمر بعد أن سطت عليه مومياوات خرفة وسيطرت عليه شركة تعهدات للمؤتمرات، فنزع المؤتمر المذكور لسانه العربي وصار يرطن بلكنة فارسية مقيتة تعبر عن دعم أوغاد لا يسحيون مما يفعلون وهم يحملون الجنسية العربية ولكنهم مشبعون بفكر الخميني العدواني وأصبحوا ممهدين لمشروع إمبراطورية فارس الجديدة التي تجلببت برداء الممانعة المزعومة ووضعت فوق رأسها الكوفية الفلسطينية تزويرا للتاريخ واعتداء على هذه القضية المقدسة.
فصارت قيادة المؤتمر القومي العربي مع شركة تعهدات المؤتمرات المدفوعة بالتومان، جوقة تطبيل للنظام الدموي الطائفي الحاقد في سوريا بطل مجازر حماة القديمة وألف حماة جديدة، فقتل الطاغية الابن نصف مليون سوري وشرد نصف الشعب السوري في المنافي فمن أفلت من رصاصة غدر شبيحته، تلقفته أسماك قرش المتوسط وهو في طريقه بحثا عن سلام ضيعه نظام القتلة والذين تراصفوا معه من القتلة بالقلم والكلمة وهم أسوأ من قتلة الرصاصة والقذيفة والمتغجرة، نعم لم تكتف بالسكوت على جرائم النظام الطائفي بل راحت تبرر كل منكر من أفعاله المشينة.
لهذا فأرى أن استمرار وجودي في هذا المؤتمر بات غريبا ومعيبا، فقد اتخذت قرارا بتجميد عضويتي فيه على أمل أن تزاح هذه الطغمة الفاسدة والتي لا تعدو عن كونها سفارة أو مكتبا ساميا لدولة الولي الفقيه عن قيادته ويعود عربيا اليد والوجه واللسان، ولن استقبل من اليوم وحتى يطاح بالفاسدين في المؤتمر، أي بريد أو رسائل، وأعتبر المؤتمر في غرفة الانعاش وفي حالة موت سريري وأنتظر معجزة عودته للحياة كي أعود إليه أو لأقل بدقة أكثر ليعود إلي.
الدكتور نزار السامرائي
عضو المؤتمر القومي العربي
عمان
20/9/2016