سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

صلاح المختار : عفية هكذا نريد لاخوتنا في الخليج العربي ان يكونوا.


                   
الحمد لله اننا بدأنا نرى رجالا من الخليج العربي يردون لنغول اسرائيل الشرقية الصاع صاعين بعد عقود من التحمل وتجنب الاشتباك مع الفرس رغم عدواناتهم على العرب ، وتلك من الثمرات الطيبة للسياسة السعودية
الجديدة والصحيحة التي دشنتها عملية درع الجزيرة ضد نغول الفرس في البحرين وحماتهم الامريكيين والايرانيين ، لكنها وصلت مرحلة تحول ستراتيجي رئيس في المنطقة كلها بأطلاق عاصفة الحزم ضد النغول الحوثيين في اليمن ، وما بعدها عندما اخذت السعودية ودول الخليج العربي تترك سياسة تجنب الرد على اسرائيل الشرقية والاعتماد على امريكا وتقوم بالرد بحزم وبالاعتماد على النفس .

والان بدأنا نرى الرجال الحقيقيين يرفعون رؤوسنا ويكسبون احترامنا واحترام كل من يقدر الشجاعة والدفاع عن الكرامة في العالم ، ففي مقابلة تلفازية اجرتها قناة الحرة الامريكية مع الاعلامي السعودي د.حمدان الشهري ومع النغل الشعوبيالعميد المطرود من الخدمة العسكرية لاسباب اخلاقية معروفة في الزمن الوطني  عبد الكريم خلف لقنه السعودي الشجاع حمدان درسا في الادب والأخلاق والوطنيةردا على هجومه الرخيص على العروبة وعرب السعودية بالفاظ عنصرية وطائفية واضحة مدافعا عن اسرائيل الشرقية ونغولها في العراق .

فقد قال النغل الشعوبي : (من أنتم حتى ترسمون المنطقة لديكم فلوس ولكن ليس لديكم رجال). فما كان من العربي السعودي الا ان يرد عليه بطريقة لجمت هذا الشعوبي واخرسته عندما قال : “نحن رجال غصب عنك ولو كنت رجلاً لواجهتنا بدون إيران لكنك تحتمي خلف إيران ، وسندوسك انت وإيران والأيام بيننا”. وأضاف: “أن إيران قالت أنها تحتلكم وان العراق صار  عاصمة الدولة الساسانية ولم يجرأ أحد على أن يتكلم ولو بكلمة واحدة وسكتم مثل المرأة” . ولقد كانت ايران تخشى النظام السابق ، وماذا يفعل قاسم سليماني في العراق ؟ ، وتابع: “نحن بلاد الحرمين وقبلة المسلمين وهذه هي مكانتنا، وانتم الأن اصبحتم عبيداً لطهران”.

بهذه اللغة تحدثت بصوته كل الجزيرة العربية وانطلقت الانفة العربية تعبيرا عما في قلب وعقل كل عربي اصيل .ونحن اهل العراق نعرف ومن خلال تجربتنا الالفية مع الفرس بأن هؤلاء قوم لا يفهمون الا لغة القوة فما لم تطرق على رؤوسهم بلا توقف سوف يأكلونك مهما تراجعت وتنازلت وانحنيت لهم ، لان هدفهم عنصري واستعماري وكرههم للعرب يفوق كرههم لاي جهة اخرى .وعندما جاء خميني بدعم امريكي اوربي ومن الخلف الدعم الصهيوني وهي حقيقة اثبتتها ايرانجيت واعادت تأكيدها عراقجيت – اي تسليم امريكا العراق الى اسرائيل الشرقية – اعلن وبكل صراحة (ان هدفه بعد اسقاط الشاه هو اسقاط النظام في العراق) وبدأ فعلا عمله لتحقيق هدفه ورفع شعاره الصهيوني المعروف ( تحرير القدس يمر عبر تحرير بغداد ) واندلعت الحرب باستخدامه القوة العسكرية والارهابية لاختراق العراق .

ورغم كل الوساطات العربية والاسلامية والعالمية لوقف الحرب والتفاوض من اجل حل المشاكل فان خميني اصر على رفض اي وساطة وتمسك علنا بهدف اسقاط النظام الوطني في العراق ، والسبب معروف بوضوح الان وهو القضاء على اهم عقبة تعترض طريقه لغزو بقية الاقطار العربية خصوصا الخليجية . ابدى العراق التعقل وتنازل كثيرا وبقي لمدة ثمانية اعوام يقدم المبادرات  السلمية الواحدة تلو الاخرى فكان موقفه السلمي يفهم من خميني على انه دليل ضعف العراق ! ومن ثم كان يزداد عنادا على مواصلة الحرب بأي ثمن وبأي طريقة .

وذهب الاف العراقيين شهداء وخسر العراق مليارات الدولارات كانت مخصصا لمواصلة اسعاد العراقيين وبناء قطر متقدم وقوي ومرفه ، ولهذا وبعد ان تيقنت القيادة العراقية الوطنية خصوصا سيد شهداء العصر صدام من استحالة وضع حد للحرب بالطرق السلمية قررت حسمها بالقوة . وكانت امريكا تريد من  اصرارها على منع انهاء الحرب القضاء على العراق القوي والمتقدم علميا وتكنولوجيا وتقسيمه ، لان اي تقدم في بناء الانسان وتأهيله ليكون مساهما في التطور الانساني تعده الصهيونية والامبريالية الامريكية تهديدا لوجودها ونهبها للثروات العربية ، لهذا دعمت نظام خميني وساعدته على اطالة الحرب .

لكن العراق حسم الحرب بتواصل الطرق على رأس النظام وبتدمير موارده الاقتصادية والبشرية حتى اوصله الى حافة الانهيار والمتجلية في الهزيمة المذلة والمهينة لحرسه ( الثوري ) وجيشه وتفككهما في عام 1988 ودخول القوات العراقية مجددا للاراضي الايرانية والتقدم بلا مقاومة نحو طهران واشتراك قوات مجاهدي خلق الايرانية في التقدم داخل الاراضي الايرانية بسرعة ودون عوائق ، فارتعب قادة نظام الملالي وهرع هاشمي رفسنجاني الى خميني وقال له ( مولاي العراقيون يتقدمون بلا مقاومة منا داخل اراضينا واذا لم نقبل بوقف اطلاق النار فسوف يصلون الى طهران ) . وهذا القول اعلنته طهران رسميا .

في تلك اللحظة التاريخية الحاسمة والحقد على العراق والعرب يتطاير من عيون خميني اطلق عبارته الشهيرة ( اقبل بوقف اطلاق النار كما لو انني اتجرع السم الزعاف ) ! في عام 1988 وكنت وقتها في الحج  في مكة المكرمة اعلن خميني هزيمته ولكن بعد ان جرده العراق من اي مصدر لمواصلة الحرب ووضعه امام خيارين لا ثالث لهما فاما مواصلة الحرب وذلك سيؤدي الى وصول الجيش العراقي طهران واستلام مجاهدي خلق للحكم واعدام كل الملالي او الاستسلام لارادة السلام مهما كان ذلك مذلا ومهينا لانه تناقض بشكل صارخ مع كل وعود خميني بعدم وقف اطلاق النار (حتى اسقاط صدام ) .

قوة العراق الكاسحة والمتمثلة في  وحدة شعبه العظيم الفولاذية وارادته التي لم تلين على مواصلة القتال هي التي فتحت بوابات النصر العظيم وانهت تلك الحرب المدمرة ، وخسائر اسرائيل الشرقية هي التي انهت عناد خميني  فقتلى الايرانيين تجاوز عددهم  النصف مليون ويقال المليون ، واقتصادهم دمر ، وطهران اصبحت مدينة اشباح - كما وصفها الاعلام العالمي وقتها - بعد ان هجرها اكثر سكانها وكانت شبه خالية بسبب قصفها ليل نهار من قبل القوة الجوية العراقية والدولة تفككت ، وكان كرما من العراق خصوصا من الشهيد صدام حسين ان اوقف تقدم القوات العراقية ثم سحبها عندما اجبر خميني على وقف اطلاق النار .

هذه التجربة علمتنا دروسا جديدة : فبالاضافة لاثبات ان قوات الفرس مقاتلة غير جيدة وتهزم بسرعة رغم عنادها ، وهذا ما اعادت اثباته تجربة المقاومة العراقية بعد غزو العراق حيث كانت القوات الايرانية تهزم بسرعة ، فقد ثبت ايضا ان الفرس لا يمكن تغيير مواقفهم تجاه العرب الا بالقوة وبالقوة وحدها وليس بغير القوة ، فالطرق على رأس خميني بالصواريخ وبالقنابل وفي طهران بالذات هو الذي هز عرشه الطاووس واسقط احلامه وحقق للعراق نصرا عظيما اكمل نصر القادسية الاولى باسقاط الامبراطورية الفارسية  ونشر الاسلام في بلاد فارس بالقوة . لهذا فنغول ايران وسادتهم في قم وطهران لاتنفع معهم اي لغة الا لغة القوة ، واسرائيل الشرقية لن تتراجع الا عندما يتواصل الطرق بالصواريخ والقنابل على رؤوس جيوشهم ونغولهم ، وكل تراجع ومرونة يفهمونها على انها ضعف عربي .

 تحية عربية عطرة لابن الجزيرة العربية البار الدكتور حمدان الشهري وكثر الله من امثاله ، وتحية لثامر سبهان السفير السعودي الشجاع ، وتحية لاهل البحرين وهم يصمدون امام هجمات امريكا واسرائيل الشرقية عليهم وباستخدام نغولهم من جمعية الوفاق وملاحقها . وتحية للمقاومة اليمنية التي قلبت المخطط  الايراني رأسا على عقب وحمت عروبة اليمن من التفريس الذي كلف به الحوثيون .

والف تحية لاي مسؤول خليجي او سعودي يعمق ويوسع نهج التصدي الحازم والثابت لاسرائيل الشرقية ، والانتقال الى ضرب الفرس في عقر دارهم وبقوة كما يفعلون معنا ، ليس بشن الحرب على اسرائيل الشرقية بل بدعم مفتوح لكل من لديه استعداد لحمل السلاح داخلها لتحقيق الاستقلال الوطني لقوميته ولشعبه والانفصال عنها كالعرب في الاحواز  والبلوش والاكراد والاذريين وغيرهم  فلا امل لنا بالحياة الحرة الكريمة  والامنة كعرب الا بأنهاء اسرائيل الشرقية ذلك الكيان المصطنع الذي اقامته بريطانيا على انقاض الكيانات القومية لشعوب استعمرت من قبل الفرس .

almukhtar44@gmail.com

             1-9-2016

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018