نحتاج إلى إعادة التذكير بحجم ماكينة الإعلام التي اشتغلت ضد العراق ونظامه الوطني وقيادته التاريخية وفي مقدمتها الرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي رئيس جمهورية العراق الشهيد صدام حسين رحمه الله. فحجم الماكينة وساعات التشغيل وكم العداء والتشويه والتزوير والتلفيق والكذب والتبشيع والشيطنة الذي بثته يعادل أطنان من الورق لو قدر له أن يكتب فلماذا لا تنته وتتوقف أو تقل على أقل تقدير؟ مع الاستدراك الضروري أن جزءاً مهماً من أجزاء الماكينة قد انسحب كلياً من الحلبة ليقينه بالخسارة المؤكدة التي يخوض فيها.
البرامج الإعلامية المعادية بدأت بالاشتغال منذ عام 1972 الذي أمم فيه العراق ثرواته النفطية وكان الشهيد صدام حسين هو مهندس التأميم دون شك وتصاعدت عام 1979م وهو عام استلام الرفيق الشهيد صدام حسين الموقع الأول في الحزب والدولة من الأب القائد المرحوم أحمد حسن البكر. ثم أخذت أبعاداً مختلفة ومتنوعة بعد مجيء خميني للسلطة في إيران وإعلانه الحرب على العراق. واستعرت حملات الإعلام المعادي بعد دخول الجيش العراقي إلى الكويت عام 1991م تمهيداً لحقبة الحصار والغزو العسكري والاحتلال.
الملاحظة المفصلية في هذا الأمر أن قطار السياسة والإعلام عادة يمضي سريعاً عند الانتهاء من إجراءات تأمين محطة من محطات الطريق المتواصل ونادراً ما يتم الالتفات إلى الوراء لترميم أو لمعالجة جزئية ما كما حصل في الحرب الباردة وثورات التمرد في أوربا الشرقية على الشيوعية وحرب البلقان وحتى حرب أفغانستان... غير أن القطار الذي دعس العراق عسكرياً وسياسياً وعسكرياً وإعلامياً لا يستطيع مغادرة المحطة العراقية ويبدو أنه حنب يلف ويلف داخلها!!.
كيف ومتى تتوقف العجلات وتنفذ مؤونة الرحيل إلى مواقع جديدة لقطار العدوان الإمبريالي الصهيوفارسي؟؟
الجواب ببساطة: لأن محطة العراق لم ولن تنتهي لصالح خط السير الذي أعد سلفاً عبر حرب خميني لثمان سنوات ومشكلة الكويت وحصار 13 عام وبعدها 14 عام تقريباً من الغزو والاحتلال..
صدام حسين ودولته ورفاقه من الحزب والجيش والشعب كسروا خط السير وشلوا حركة القطار فوقع في شراك الحركة الدائرية العاجزة عن إنجاز مهمات الخروج من العراق لاستكمال خط السير نحو أهداف الغزو المعروفة.
لذلك يضطر الإعلام وقرقوزات السلطة العميلة أن يظلوا يلفون ويدورون حول مواقع فشلهم وعجز مخططاتهم.
العراق ما زال يقاتل وصدام حسين رحمه الله روحه مع العراق تقاتل ورفاقه يمزقون بصمت وروية وهدوء مكونات قطار العدوان. ولذلك يجن نوري المالكي وحشده كل حين وبين الحين والآخر فتشتغل ماكنتهم مسترجعة كل ما بث وقيل ولم يجد آذاناً صاغية بل بصق عليه الأولون والآخرون وأسقطوه في مكبات القمامة. ومع حثالات حزب الدعوة تتحرك أذرع وألسن أعجمية ومستعربة تعيد لوك ذات البذاءات وتعيد تحريك القطار نحو جنوب العراق انطلاقاً من شماله وبالعكس شرقاً وغرباً وتنشط متصاعدة أدوات الموت للعراقيين وتستمر الدوامة دون جدوى لأن صدام عصي على التغييب ودولته حاضرة تفتت عضد المجرمين وتضع أقدامهم على طرق موحلة وأميركا وحلفها الكوني يبلعون الموسى فلا يجدون من متنفس غير مزيد من العدوان والإجرام وإعادة تشغيل الألسن البذيئة وبضاعتها الكاسدة ومحطات الارتزاق والنفاق.
وسيبقى صدام حي بروح عملاقة تحرك العراق والأمة وينتصر.. وبيننا الأيام يا من سقطتم في وهم وسراب تفوق في معركة فظنوا أنها حسمت الحرب... الحرب ليست معركة بل معارك أيها المجرمون والله هو المستعان.
أ. د. كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام