الانتقال من المقاومة الى المعارضة ..الاشكال اللغوي ودرب الصد مارد...
الدكتور كاظم عبد الحسين عباس
لجنة نبض العروبةالمجاهدة
للثقافة والإعلام.
في العالم الديمقراطي الليبرالي البرلماني توجد حكومة منتخبة وتوجد حكومة ظل . حكومة الظل يشكلها
البرلمان من أعضاء الحزب الخاسر للانتخابات والذي يعرف بحزب المعارضة وحكومة الظل هي حكومة المعارضة ودورها ينحصر في ملاحقة اخطاء الحكومة الفعلية وعثراتها ومنهاجها الانتخابي والعمل سياسيا واعلاميا على (معارضة ) هذه الامور لعل وعسى تسقط الحكومة فتستلم حكومة المعارضة السلطة .
هل تنفع في العراق معارضة سياسية على وقع ما يحصل في الولايات المتحدة أو فرنسا أو المانيا أو المملكة المتحدة ؟. هل ينفع أن يلقي المجاهدون المقاومون سلاحهم ويتحولوا الى معارضين سواء بصيغة تقليد للمعارضة البرلمانية الغربية أو بصيغة معدلة قليلا على غرار التعديل الذي جربه العرب في الانتقال من صيغة المقاومة لتحرير فلسطين الى صيغة الممانعة؟
لا نرى في العراق المحتل ديمقراطية حقيقية ولا نرى سبيلا للوصول اليها لنعمل كمعارضة .
لا نرى في العراق المحتل حياة برلمانية حقيقية لكي ننصهر فيها ونقبل عثراتها الميدانية ولا نرى في الافق ما يشير الى أمكانية تحويل برلمان السراق واللصوص والغارقين في الطائفية التابعة بخنوع لدول اقليمية ،برلمان المقاولين الثانويين وانصاف المتعلمين والمتسلقين الانتهازيين المنتفعين لانرى فيه ما يؤهله ليكون برلمان حقيقي لننتمي الى مسيرته وكينونته الممهورة بختم الاحتلال الدولي المركب وعجزه عن اداء اي عمل وطني ولا تمثيل حقيقي لارادة الناس.
اذن...
الانتقال من المقاومة الى المعارضة هو عمل في جوهره استسلامي وتخلي عن حق الوطن بالتحرير الناجز وهو في ذات الوقت اعتراف مبطن بلفظ المعارضة ودلالاته اللغوية للانخراط بالعملية السياسية الاحتلالية دون قيد أو شرط
ان العمل تحت لافتة المعارضة يعني شاء اصحابه أم أبوا انهم يعلنون عن القبول بواقع حال قائم لا يرون غير الانخراط به سبيلا للمشاركة في السلطة ولا يفرق زمنيا سواء حصل هذا الاقرار قبل الغزو والاحتلال ام بعده بسنوات فالنتيجة واحدة ...المغزى ان الانتماء للمعارضة هو اسقاط لخيار السلاح في بلد محتل وتلعب به مخابرات واستخبارات واجندات الخارج فضلا عن الارهاب المصنوع وتداعياته ..
التحول الى المعارضة بعد العمل المؤمن بالسلاح المجاهد هو ليس تلاعب باللغة لخداع الذات والاخرين فقط بل هو ناتج عن جزع من يقوم به ورضوخه لشروط المانحين .
هذا ما اراه وافهمه شخصيا ...وشخصيا أيضا لا ارى حقا لوطن محتل وشعب تعرض الى الموت والهوان يمكن ان تاتي به (معارضة )
كما لم تاتينا الممانعة الا بالعار .