(رأي نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام )
الطائفية عدوان على الأمة العربية وعلى الاسلام
كاظم عبد الحسين عباس
تحمي الدول والشعوب المتحضرة الإنسان الفرد
وتوفر له الأمان والخدمات وتشريع قوانين لضمان حقوقه وتوفيرها .
وتسعى الدول المختلفة إلى العثور على رجل واحد للتجسس لصالحها ويخدم اغراضها واهدافها وتشتريه بأغلى الأثمان .
وتقيم الدول المختلفة علاقات مع(مجموعات )معارضة في بلاد أخرى توظفها لخدمة مصالحها السياسية وغيرها .
وعلى النقيض من هذه التوجهات والتطبيقات الحقوقية والسياسية المنطلقة من الإيمان بقيمة الإنسان العليا من جهة ومصالح الدول والأمم العليا نجد ممارسات الطائفية البغيضة وتوجهات الطوائفيين القاصرة الدونية الاجرامية.
الطائفي يستخدم لغة التعميم في محاولاته المستميتة لدس السم في العسل . فبدل اعتماد العلم والمنطق والإحصاء الذي يكفل الشفافية والصدقية في الطرح والرؤى والمناهج المختلفة يلجأ الطائفي إلى اتهام جزء مهم او طيف من اطياف الشعب بالخيانة الوطنية والتواطؤ مع الغزو والاحتلال مثلا .
ورغم افتقار الادعاء الى الادوات المطلوبة للبرهنة على دقة الادعاءات والاتهامات كاستطلاعات الرأي المتبعة عالميا لتبيان الحقائق والبحوث الاستراتيجية الرصينة واعتماد الإحصاء و المنطق، يلجأ الطوائفيون إلى التعميم والأحكام المطلقة معتمدين على عوامل انتشار الادعاءات بوجود من سقط في براثنها تحت معطيات الجهل والتخلف أو توافر أدوات النشر المعتمدة من الأحزاب والميليشيات المذهبية التي تنمو وتوسع قواعدها مع نمو وانتشار المد الطائفي السياسي بشكل خاص.
هكذا يحكم الطائفي بروح إجرامية أو تحت ضغط عوامل شظف الوعي وجفاف الرؤى السياسية الوطنية والقومية أو بحكم التعسكر الارتزاقي مع أعداء الوطن والأمة بالخيانة على ربع الشعب أو نصفه دون أن يرف له جفن ودون أن يتذكر أو يستحضر حقوق الإنسان ولا منطلقات البرهان الحق المنطلق من حقائق الواقع وسبل التحقق .
هكذا ببساطة يحكم جزائري او مغربي او سوري او سعودي مثلا على هذا الطيف العراقي أو ذاك وهو لم يزر العراق ولم يتعرف على أهله في غرب البلاد او شرقها او جنوبها ولم يدرس باية منهجية المجتمع العراقي وطبيعة الصلات الاجتماعية المختلفة العاملة فيه بل ...أسوأ من هذا إن هذا الطائفي لا يعيش في البلاد العربية أصلا وربما لم يلد فيها ولعله ليس مسلم ! وهو يعرف عز المعرفة ان دول العالم تصون الإنسان وتحميه وقد تدخل حروبا لحماية انسان واحد من أبنائها .
أقطارنا وامتنا مستهدفة في وحدتها الوطنية والقومية وفي جغرافيتها وحضارتها وتاريخها واول ادوات الاستهداف هو بث عوامل الفرقة والبغضاء بين أبناءها . هذا ما سعت له دول الاستعمار والصهيونية بشكل متواصل ووجدت ضالتها في نظام خميني الذي ارتكز في عقيدته القومية الفارسية على خديعة دينية ومذهبية ..
والذين يسقطون ملايين العراقيين في خانات خيانة الوطن ويتهمونهم بأنهم هم سبب احتلال العراق إنما يقدمون خدمات كبيرة للاحتلال وللاستعمار ولمشروع ايران الصفوي الفارسي الاحتلالي ..
أنهم يكرسون نتائج غزو العراق واحتلاله من قبل امريكا وايران .. إنهم يقدمون هدايا مجانية هي عبارة عن ملايين العراقيين في الوقت الذي تسعى فيه الدول لحماية الإنسان الفرد أو شراء انسان واحد جاسوس..
هذا السلوك ..يعبر عن انحرافات وارتدادات لحالات القصور أو شطط المنهجية التي يعتمدها الطوائفيون . بل ان بوسعنا أن نصف هذا السلوك بالظلامية وانهيار الحس الوطني والقومي.
ولا يقتصر نشاط الطوائفيون على اعتماد بضاعة التخوين الجمعي والتكفير الجمعي لفئات مذهبية بل أنهم يتماهون تماما مع مذاهب الاقصاء والاجتثاث ويكملونها ماديا ونفسيا وهي مذاهب تستهدف في أنشطتها الاحزاب والكتل الوطنية والقومية والانسانية .
الطائفية في هذه الوجوه التي تطرقنا لها هنا هي حركة سياسية ماسونية صهيونية إيرانية صفوية معادية للأمة العربية وللاسلام لانها تعمل بتصميم مسبق على تمزيق الصف الاجتماعي للعرب وللمسلمين .
ونقولها هنا بوضوح ...العراق مثلا قاتل ايران وصد عدوانها وانتصر عليها بجهد ودماء كل العراقيين من البصرة الى السليمانية واحتلال العراق لم ينفذ بطيف أو مذهب عراقي بل بأكثر من أربعين دولة غزت العراق واحتلته في أول حرب كونية تشن ضد بلد واحد محاصر أنهكته العدوانات الممنهجة المتكررة لأنه عربي ابي . ولكننا ما زلنا نجد من يجادل ضد الحق الأبلج ويحاول تزويره باتهام شعب العراق كلا أو جزءا بتسهيل احتلال الوطن معتمدا في فلسفته السفسطائية على ضلوع عملاء وخونة من العراقيين في تأييد خطة الغزو وفي التعاون مع الاحتلال ليعمم ظلاميته على كل شعب العراق الأبي المجاهد الصابر.
لن يتحرر العراق الذي يعتبر تحرره مفتاح تحرر الأمة ورفعتها إلا بتوجيه طاقات الأحرار في كل مكان لتحجيم الطائفية وانهائها كعامل من عوامل الاحتلال .