(موقف نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام) دساتير الغزاة لا تعنينا ... نحن عرب

أ. د. كاظم عبد الحسين عباس

دستور الاحتلال أسقط عروبة العراق من متنه واكتفى بذكر (عرب العراق) كـ (مكون من مكونات العراق) وكانت الأهداف واضحة ومن بينها التمهيد لتقسيم العراق وإلغاء التجانس الوطني الشامل لكل طيف شعب العراق وإحلال مصطلح (المكونات) البغيض لتطويع العقل الجمعي الشعبي العراقي لمنهج التفتيت.
غير أن العراق ظل وسيظل عربياً والعروبة ظلت وستبقى هي الجامع الشامل لشعب العراق حتى من القوميات المتآخية وسقط العديد من دعاة مصطلح المكونات وانحصروا بعد أكثر من 12 عام على جزء من (مكونات العملية السياسية الاحتلالية لا غير) وتحولت الإشارة الدستورية هذه إلى ثغرة ظاهرة من بين الثغرات المعيبة الشائنة المثبتة على الدستور حتى من قبل بعض الأطراف المشاركة بالعملية السياسية.
ويبدو أن روسيا قد سقطت بذات الداء والمرض أو أن الأمريكان قد نقلوا لها العدوى بطريقة غير مباشرة إيحائية أو عبر عناق من عناقاتهم المباشرة لذلك حاولت حل المعضلة السورية التي سببها حكم عائلة الأسد السفاح بالدخول إلى سياسة المكونات البديلة للعروبة الشاملة دستورياً.

واضح أن الأمريكان والروس كأقطاب إمبريالية لا يعرفون أن العروبة هي ليست لفظ يلغيه تشريع أو قانون على الورق بل هي صلة دم وجينات وراثة زادت عليها وزينتها لغة مشتركة وحضارة وتاريخ وجغرافية ورسالات ربانية. وأن جغرافية الوطن العربي مملوكة للعرب كما بريطانيا مملوكة للإنجليز وأميركا للأمريكان والهند للهنود وأن الديمقراطية لا تأتي بتفتيت المجتمع إلى مكونات بل بانتماء الجميع للوطن والتعددية لا تعني تمثيل المكونات بل تعني السياسات المختلفة الممثلة لإرادة الشعب والوطن والأمة. ويبدو أنهم لا يعرفون أو يعرفون ويتجاهلون أن العروبة في تعريفها الموضوع من قبل العرب تضم الأقوام غير العربية التي شاركت العرب الأرض والتاريخ والدين وأن الأرض العربية حين يحكمها الفكر والعقيدة القومية تمنح كل المواطنين حقوقهم الثقافية والقومية ضمن دولتهم المستقلة كما فعل البعث في العراق حين شرع قانون الحكم الذاتي لأكراد العراق على سبيل المثال لا الحصر. 
والحقيقة التي سيدركها الصهاينة والإمبرياليون والفرس المنبطحين معهم طمعا بثروات وأرض الأمة لا بدركون أن أرض العرب وهوائها ومياهها ستقاتل دفاعاً عن عروبتها إن عجز الإنسان عن حمايتها وأن ظروف القهر والاستبداد والعدوان لا يمكن أن تدوم لا باحتلال ولا بدساتير ورقية . فإرادة العرب وثورتهم القومية لم تمت وإن وهنت بعض الشيء لأسباب ذاتية وموضوعية.
فها هو العراق يعلن عروبته مع كل آذان في جامع بالبصرة أو الأنبار أو كربلاء . كما يعلن من دهوك والموصل  عراقية ثابتة مع كل صلاة في كنيسة ولم تتمكن آلة العدوان الغاشمة المجرمة ولا أدواته ولا دستوره من إلغائها ولو أنه ضرجها بالدم وهذا ما هو حاصل في سوريا ولبنان وليبيا واليمن ودول الخليج وقبل ذلك في فلسطين الحبيبة والأحواز البطلة.  
فلتسقط إرادة العدوان الأمريكية الروسية الإيرانية الصهيونية والرجعية والخيانة والعمالة والتخاذل. والله أكبر.
النصر لعراق العروبة المقاوم  الذي بنصره ستنتصر فلسطين والأحواز وسوريا وليبيا وتعود العروبة تقود أرضها وثرواتها وإنسانها العربي وشريكه الكردي والازيدي والتركماني وغيرهم وتسير بثبات لإلغاء بيكو وسايكس وتكسير كراسي النظام الذي فرط بالثوابت وستشرق شمس الوحدة والتحرر والازدهار.