أ.د . كاظم عبد الحسين عباس
لم نعرف نحن كعرب ولا العالم كله عرف الخليجيين على أنهم معتدين ولا عدوانيين ولا متعسكرين لا ضد إيران ولا ضد غيرها . ولم نسمع عن حادثة واحدة لعمل تخريبي أو إرهابي حصل في إيران على أيدي( إرهابي) سعودى ( لا وهابي ولا سلفي ولا قاعدة ولا من الدولة الإسلامية داعش) رغم كثرة الضجيج الاعلامي الايراني عن ( الارهاب السعودي والسعودية كمنبع وممول للإرهاب ) .
بالمقابل فان ايران تحتل أرضا خليجية تعود للإمارات وترفض أي حوار حولها وتعتبر البحرين بقعة تابعة لإيران وتتدخل بكل شاردة وواردة وتدعم أحزاب (طائفية )تسعى لتقويض أمنها والعمل على إلحاقها بولاية الفقيه . والكويتيين أنفسهم وباجهزة اعلامهم هم من أعلنوا غير ذي مرة بنفوذ المنهج الصفوي الإيراني التوسعي في الكويت وكشفت عن خلايا تجسس وتخريب ومخازن تكدس الأسلحة لتنظيمات ايرانية .
لم تحشد دول الخليج جيوشا ولا ميليشيات على حدود ايران كما تفعل ايران عبر الحدود السعودية مع العراق المحتل ايرانيا ولم نسمع صوتا خليجيا واحدا يسمى المياه الاقليمية الايرانية باسم عربي رغم ان ايران رسميا تسمي خليج العرب باسم الخليج الفارسي.
ليس للخليج حزب ينشط في إيران كما لايران أحزاب تابعة لها إن لم تقل انها ايرانية الجنسية تسعى لاستلام السلطة وتقويض الأمن في الكويت والبحرين والإمارات وقطر والسعودية
إيران تحتل العراق وكل دول الخليج تعرف هذه الحقيقة وإيران تقاتل بجيوش وميليشيات في سورية وتتحكم برقبة لبنان بواسطة حزب حسن نصر الله ولا نسمع عن جندي أو ضابط خليجي يشاكس إيران .
ونعرف كعرب أن الذي يطلب التفاهم وترطيب الأجواء المتخشبة هو الطرف المثير للمشاكل والمعتدي وليس المسالم البعيد عن روح العدوان .
وإذا طلب المسالم التفاهم والسلم من الطرف الطامع المعتدي ففي كل الأحوال لن يحصل على غير الازدراء ومزيد من المكابرة والتبجح العدواني البغيض .
ولو كانت ايران فعلا على مسار مفتوح (جديد ) للتفاهم لكانت هي من تبادر برسالة سلام وتطمين ووفد رسمي رفيع لدول الخليج وليس العكس .
على العموم نحن نأمل أن يحقق المسعى الخليجي عبر خارجية الكويت امال الخليج وامال من يشابهون أو يصفقون لمسعى حوار وتفاهم عربي مع ايران وكان العراق وسوريا ولبنان واليمن هي التي تمارس الحرب والعدوان على إيران وكذلك وكان العرب هم أصحاب مشروع إقامة
( إمبراطورية شيعية ايرانية عابرة لحدود ايران ).
نحن كعراقيين نعرف ان ايران احتلت بلادنا وعبثت بدمائنا و مقدراتنا واستثمرت تحالفها وتفاهمها مع الولايات المتحدة ومع ( إسرائيل ) الضمنية والمعلنة لتحقيق أهدافها بتصدير ثورتها ( الإسلامية ) للعراق وباقي أقطار أمتنا ونرى بالعين المجردة المشروع الإيراني يتحقق على أرضنا ..ونحن والعالم كله الآن يتحدث عن توجهات للادارة الأمريكية الجديدة تتضمن قوانين وقرارات وتوجهات عسكرية أمريكية لاخراج ايران من العراق وانهاء حقبة حكمها الاحتلالي للعراق وإنهاء تدخلها العسكري والمدني في سوريا ولم نر أو ندرك نحن العراقيون أي فعل إيراني غير هذا الذي اوجزناه ولا نجد ضيرا في أن يطرق عرب الخليج ابواب السلام مع إيران وكأنهم هم من اغلقها وليس إيران لكننا على يقين ثابت ومن ارض الواقع ان ايران لن تتراجع عن مشروعها التوسعي الطائفي الاحتلالي لأرض العرب حتى لو اشعلت دول الخليج كل اصابعها شموعا لإيران .
و رهاننا مفتوح لسنوات قادمة .