مازالت دماء الأبرياء تسيل في معركة الموصل، وتتضاعف المخاوف من استمرار مليشيات الحشد الشعبي العراقي في الانتهاكات التي ينفذها بحق المدنيين دون تدخل واضح من السلطات العراقية، بحسب رؤى منظمة العفو الدولية والتي قالت إن هذه المليشيات تقتل وتعذب يوميا دون أدنى خشية من العقاب.
معركة الموصل والتي انطلقت قبل أشهر لتخليص سكان العراق من داعش بحسب تصريحات الجيش العراقي، وبمشاركة نحو ٤٥ ألفاً من القوات التابعة للحكومة العراقية، سواء من الجيش، أو الشرطة، فضلا عن "الحشد الشعبي" ، وحرس نينوى" إلى جانب قوات البيشمركة وإسناد جوي من التحالف الدولي
وتعد حملة استعادة الموصل بحسب "الجيش العراقي"
أكبر عملية عسكرية في العراق منذ انسحاب القوات الأمريكية من البلاد عام ٢٠١١.
ورغم أن منظمات حقوقية دولية قد دانت الفظائع التي ارتكبتها ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران في مناطق عراقية بعد طرد داعش، فإن السلطات العراقية لم تتخذ أي اجراء لمحاسبة المسؤولين وقيادات هذه الجماعات.
ويتألف الحشد الشعبي من الآف من الشباب العراقي الذين ينضوون في أكثر من ٤٢ فصيلا مواليا لايران وتتحرك تحت قيادة ايرانية ، من أبرزها :
*سرايا السلام المنشقة بالأساس عن جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر.
*منظمة بدر الجناح العسكري، وتعد الفصيل الأكبر .
*كتائب حزب الله العراق .
*عصائب أهل الحق .
وينفذ الحشد خطة حبكت خيوطها في طهران، وبما ينسجم مع المشروع الصفوي الفارسي
وكان قيس الخزعلي، أمين عام تنظيم ما يسمى بـ"عصائب أهل الحق"، صرح قائلا إن الهدف من تحرير الموصل هو "الانتقام والثأر لقتلة الحسين".
وتتهم منظمات حقوقية في تقارير عدة، مليشيات عراقية منضوية تحت مليشيات الحشد الشعبي، بارتكابها جرائم قتل واختطاف وحرق للمنازل ودور العبادة في المناطق التي يتم استعادتها من تنظيم داعش .
واتهمت منظمة العفو الدولية في تقرير لها ميليشيات الحشد بتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، وتعذيب واختطاف آلاف الرجال والفتيان وارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك جرائم حرب.
وبحسب شهادات أدلى بها ناجون في مقاطع فيديو نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي ، فإن "الميليشيات" ارتكبت جرائم قتل وتنكيل وتعذيب بحق المعتقلين الذين كانوا محتجزين لدى مليشيات "الحشد الشعبي".
وقال ناجون، إنهم عذبوا بطريقة وحشية ومهينة وهناك من تم ذبحهم ودفنهم وهم أحياء في مقابر جماعية، وهشمت العشرات من رؤوسهم وكسرت أطرافهم .
وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي نشروا صورا ومقاطع فيديو لعناصر تابعة للميليشيات وهم يعذبون أطفالاً بشكل وحشي، ومقاطع أخرى تظهرهم وهم يقومون بضرب مواطنين بمطارق حديدية على رؤوسهم في مناطق جنوب الموصل و يتلفظون بعبارات طائفية.
أما في داخل مدينة الموصل، أكد سكان محليون سقوط العشرات من الشهداء في صفوف المدنيين، بينهم نساء وأطفال وجرح المئات من السكان نتيجة القصف المتواصل على مدار الساعة على الأحياء السكنية داخل المدينة، وقال عدد من أهالي المدينة في نداءات استغاثة عبر الاتصالات الهاتفية إن "الوضع مأساوي داخل المدينة وهناك موجات من القصف الصاروخي والمدفعي، وكذلك قصف بالطائرات يستهدف الأحياء السكنية مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين وإصابة المئات منهم
وكان مركز بغداد لحقوق الإنسان ذكر، أن "جرائم طائفية مروعة ارتكبها الحشد الشعبي وأجهزة أمنية وعسكرية أخرى وبمشاركة عسكريين إيرانيين، تمثلت بالإعدامات الجماعية والفردية خارج إطار القانون من ذبح وحرق ورمي بالرصاص ودفن للمدنيين الأحياء بالجرافات.
وأضاف المركز في تقرير له أن الحشد الشعبي ارتكب جرائم الإخفاء القسري والتعذيب وسوء المعاملة، والاعتداء على أموال وممتلكات المدنيين، والاعتداء على الرموز والمقدسات الدينية للمسلمين من طوائف أخرى.
خلاصة القول ؛ أن المشهد العراقي الحالي
هو نتيجة تآمر اميركي دولي على العراق الوطني العربي المؤمن بقضية العرب المركزية فلسطين إلى جانب قضايا الأمة العادلة والمحققة ، مما شكل هاجسا لدى الكيان الصهيوني والإدارة الأميركية فكان قرار احتلاله ومن ثم تسليمه للفرس ليطبقوا تفاصيل سايكس بيكو ٢ التي تتماهى مع أهدافهم في تحقيق حلم استعادة مملكة فارس....
التاريخ يخبرنا أن مصير الاحتلال حتما إلى زوال طالما هناك من يعمل على استنهاض الشعب والدعوة إلى المقاومة لاستعادة الأرض وطرد المحتل ، وليس ذلك ببعيد ....
أبو محمد عبد الرحمن
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام