أ.د. كاظم عبد الحسين عباس
الأموال التي درها بيع النفط العراق منذ 2003 تزيد بكثير على ما جناه العراق منذ تأسيس الدولة الوطنية.
لم ينفذ في العراق منذ 2003 إلى الآن أي مشروع تنموي ولا خدمي يمكن أن يوصف بأنه إنجاز لسلطة الاحتلال. الأموال الطائلة كلها ضاعت بين أمريكا وإيران وفساد الطبقة السياسية التي مكنها الاحتلال من السلطة. والأغرب من هذا أننا منذ 2003 نسمع ما يعلن عن دول (مانحة للعراق) ويعلن كذلك عن (قروض من البنك الدولي ومن دول أجنبية للعراق).
ترليونات من الدولارات ضاعت ولم يشهق لحكومات الاحتلال ناطحة سحاب ولا توافد العراقيون على مصنع ولا حصدوا مزرعة للقطاع العام وما أضيف إلى حياة العراقيين لا يعدو عن مساهمات من شركات أجنبية استثمرت في قطاع الاتصالات ولعلها كانت من بين قنوات الفساد العجيب وشركات إيرانية اشتغلت على تطوير مراقد كربلاء والنجف كجزء من مشروع إيران الطائفي يرافق ذلك كله إفقار لفقراء العراق ولعموم الشعب وسرقة حتى للبطاقة التموينية ودوران دائم حولها لإلغائها وخفض واستقطاعات لرواتب الموظفين والمتقاعدين.
لا أميركا الغازية المجرمة الكارهة للعرب وللعراق وشعبه.. ولا خنازير وقردة الاحتلال يمتلكون لا نية ولا رغبة ولا تخطيط للتنمية وتطوير حياة الشعب العراقي بقدر ما امتلكوا ونفذوا فعلياً قدرات القتل والحروب الأهلية الطائفية وتصنيع الإرهاب وسرقة المال العام وتهديم منجزات الشعب العراقي وحرقها.
وها هو المدعو حيدر العبادي يدعو (التحالف الإسلامي) للمساهمة في إعمار المدن المدمرة!!!!
لسان حال هذا الصعلوك يقول... يا دول.. ضخوا مزيداً من الأموال لتسرق وتنهب كما سرق ونهب سواها.. لسان حاله يقول.. يا آفات الفساد في قطاع المقاولات ابشروا... فثمة قناة أو قنوات جديدة للسرقة والفساد فتحت أو أن الحكومة العميلة ستعمل على فتحها بحجة إعمار المدن التي دمرها حيدر بلحمه ودمه ونوري العجمي قبله ومعهم العساكر والمليشيات التي تقود حقدها وثاراتها وضغائنها إيران فتحول ذاك الحقد إلى أنهار دماء وخرائب وأطلال.
ثمة حقائق باتت بينة ناصعة في العراق المحتل... فالغزاة غزوه تحت عناوين لمبررات كاذبة هم أنفسهم أسقطوها وأعلنوا زيفها وعليه فإن الأسباب الحقيقية للغزو هي لتدمير العراق وتقسيمه ونهب ثرواته... ولا يمكن لاحتلال ينطلق من غزو عسكري ويهدم كل مقومات الدولة أن يعيد بناءها لأن البناء والإعمار لا وجود له أصلاً ولم نسمع به قدر ما سمعنا عن غايات وأغراض عدوانية وثأرية.
من جهة أخرى فإن قردة وخنازير الاحتلال التي جمعتها أميركا من مكبات قمامات لندن وقم وطهران والسائبين المتسولين في أزقة السيدة زينب في ريف الشام فهؤلاء ليس في جعبتهم علم إدارة ولا يعرفون روافد التنمية البشرية بل هم بارعين في تنمية كروشهم ومؤخراتهم ومتخصصين في الفساد المالي والأخلاقي الذي نجحوا في بثه في العراق طولاً وعرضاً. إن أهدافهم هي الثأر لإيران وتكريس سلطة ولاية الفقيه الصفوية القومية الفارسية وقتل عروبة العراق وتمزيق وحدته والإثراء على خيرات شعبه الفقير المعدن المجهل المساق بعضه مغيباً إلى ساحات الردى المصنوعة تحت عمامة آيات الله وحجج الإسلام المزيف وتجار اللطميات والشعائر الكسروية الزرادشتيه المجوسية.
وكما قيل وهو قول حق.. فاقد الشيء لا يعطيه.. فلا أميركا ولا إيران ولا قردتهم الخاسئين يمتلكون في جماجمهم المجرمة نية ولا قدرات إعمار وتطوير بل أنهم محتلون قتلة مختصون بالهدم والتخريب ويكذب حيدر كما كذب نوري وسواهم فهم قادة قتل وتدمير لا قادة إعمار.