بقلم /الكاظم
الفرق بين البيت وبين الوطن هو في حجم المساحة فقط. من لا يدفع العدوان والأذى والسراق والعابثين عن بيته الشخصي العائلي هو الذي يقبل باحتلال وطنه من قبل الأجنبي. ومن يتمسك بالسلمية ستاراً لقبوله بالعدوان على بيته هو الجبان الرعديد الذي يشتري عمره بثمن غال هو عرضه ممثلاً ببنته أو أخته أو زوجته أو جميعهن وشرفه وكرامته وملكيته لذاك البيت.
فالفارسي المسمى بـ (آية الله علي السيستاني) حين أفتى بشرعية الاحتلال بذريعة حماية وحقن دماء العراقيين وهو فارسي لا يمتلك حق الإفتاء للعراقيين أصلاً لا في دينهم ولا في وطنهم فإنه في واقع الحال لم يكن مهتماً بدماء العراقيين بل خدعهم ليجعل من قبل ورضى وركن إلى فتواه خانع ذليل جبان راضٍ عن كل الاحتمالات التي سيتعرض لها بيته ووطنه لا فرق ودليلنا على ذلك أن الفارسي علي السيستاني قد ورط مئات آلاف من شباب العراق عندما أفتى بعد أكثر من 13 عام على فتواه (السلمية الأولى) بالانخراط في الحشد الشعوبي بحجة الدفاع عن المقدسات ضد داعش. حيث سالت دماء مئات الآلاف من العراقيين في الحرب ضد داعش التي اعترف نوري المالكي الذي ينتمي لحوزة السيستاني والأمريكان الذين أفتى السيستاني بالسلمية في مواجهتهم (ليوطن الاحتلال الإيراني للعراق).. اعترفوا بأنهم هم من صنع داعش وسلحها وهنا وقع السيستاني ومن استجاب له بتناقض ديني وسياسي ينهي وإلى الأبد أية قناعات بكونه رجل دين بل هو مرتزق من مرتزقة غزو العراق واحتلاله من أميركا لإتاحة الفرصة لإيران لتمد أذرع غولها الاحتلالي تحت حراب وشراكة أميركا.
الذين أسقطوا الصلة بين البيت وما به من عرض وممتلكات وما بين الوطن هم الذين قبلوا وتفاعلوا مع فتوى السيستاني الأولى ومع فتواه الثانية.
الذين صدقوا خدعة (السلمية وحقن الدماء) يوم غزت العراق جيوش الكفر والعدوان هم ذاتهم الذين صدقوا واستجابوا لفتوى الحشد الشعوبي لتضيع حياة عشرات الآلاف منهم هدراً (بولة بهور). أما الذين أشرفوا على تنفيذ الفتوتين (الأولى عبر الاندفاع في تشكيل مجلس الحكم ومجالس المحافظات تحت حراب الاحتلال وبساطيل الغزاة) والثانية عبر خداع وتوريط واستلاب إرادة من قبلوا بالفتوى الأولى ليكونوا حطباً لنار أشعلها الإرهاب الذي صنعه السيستاني نفسه ومعه إدارة بوش ومجلس الحكم ومراتب الرذيلة والخنوع الأدنى.
من قبل بالسلمية الأولى وقبل أن يداس بيته وعرضه هم ذاتهم الذين دفعوا الرعاع ليفنوا أعمارهم بخديعة قدسية الدفاع عن المقدسات وكلنا يعلم أن أقدس المقدسات هو (البيت) الذي أبيحت قدسيته بقبول الغزو ونتائجه والتعاطي والتعاون معها. ومن يحاول عبثاً أن يصنع فرقاً بين الأمريكان الغزاة المحتلين الذين سلطوا أحزاب إيران وآياتها وعمائمها على العراق كمحتلين شركاء وبين داعش التي صنعوها كلهم (حزب الله اللبناني وحزب الدعوة الإيراني والمخابرات الأمريكية) هو كمن صنع الفرق بين البيت والوطن والمراقد المقدسة رغم أنها كلها لا تحتمل السلمية وكلها تمتلك ذات القدسية فلا قدسية للمراقد ولا قدسية للبيت بدون قدسية الوطن.
الغزو والاحتلال يسود بقوة السلاح وينهي أية علاقة مع السلم لأنه لا يجنح للسلم (وهنا يحصل تعارض صريح لموقف السيستاني مع القرآن المجيد الذي ينص في قوله جل في علاه: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) ومن هنا يكون موقف من يتبع السيستاني وجنده من (حزب الله اللبناني) وسواه وفيلق الغدر بدر وكل تشكيلات العمائم الفارسية هو تابع للغزاة خانع لإرادتهم وتخلى عملياً عن كتاب الله (ومن يولهم منكم فهو منهم)..
إذن.. السلمية في مواجهة قوات غازية واحتلال هي في جوهرها تعاون وقبول بالغزو والاحتلال وإسقاط لقدسية كل مقدسات يختبئ خلفها مدعيها فلا قدسية لمقدس في وطن تذله حراب وبساطيل الغزاة ومرتزقتهم وقردتهم الخاسئين.
إن العراق محتل الآن بالكامل من قبل إيران بعد أن أخلت أميركا لها الساحة وسلمتها كامل العنان وتركت لنفسها (أميركا) حقوق الطبع والنسخ فقط وانسيابية النفط والإشراف على ذبح العراق لتحقيق أعلى درجات الأمن للصهيونية وكيان اغتصاب فلسطين ومن يقدس المقدسات ويقدس عرضه وشرفه عليه أن يلتحق بحشد آخر غير حشد الشعوبية السيستانية الاحتلالية الفارسية هو حشد تحرير العراق من إيران حشد المقاومة الوطنية ما دام الحشد الشعوبي وميليشياته قد أسقطت خيار السلمية المزيف ومارست قتل العراقيين وتهديم بيوتهم وتخريب كل ما أنجزوه وعمروه تحت ذريعة مواجهة داعش التي هي أكذوبة مخابراتية لا غير. فمن غير المعقول أن تكون سلمياً في مواجهة جيوش الكفر بزعامة أميركا وتقاتل داعش التي صنعتها أمريكا وإن حصل هذا فهو يعني غياب الإدراك والوعي والسقوط في مغبة ازدواجية لا تفسير لها. وعلى أهلنا في محافظات العراق وجنوبها بشكل خاص أن يعوا ويعيدوا بناء الوعي ليشكلوا حشد الوطن لأن حشد الشعوبية المختبئ خلف القدسية المزيفة قد صار (حرساً ثورياً إيرانياً) وتابع لـ(مجلس حكم بريمر) واعتاش على واردات النفط وأموال المراقد المنهوبة.