كاظم عبد الحسين عباس
الشياطين والقتلة الخونة العملاء والرجعيون هم من ركب موجة العدوان على حزب البعث العربي الاشتراكي ومارسوا مع أميركا والصهيونية والدولة الفارسية الصفوية المجوسية كل ما تقيأته من اتهامات باطلة وتلفيق وتزوير لتسويغ قوانين التصفية الجسدية والفكرية بالاجتثاث والإقصاء الذي طال ملايين العراقيين والتصفيات الجسدية التي طالت قرابة 200 ألف بعثي بعد غزو العراق 2003م ولازالت تطال بالتهجير والاعتقال وقطع سبل العيش الذي شمل الملايين أيضا. وكان الإعلام ولا يزل هو من بين أهم أدوات جرائم التبشيع والشيطنة والتكفير والتخوين والتخطيئ والتجريم التي وجهها الاحتلال وأعوانه للحزب.
وعليه فإن الدفاع عن البعث ورد الريح الصفراء عنه وصفع الباطل الذي ركب الغزاة أجنحته ضد البعث والبعثيين في الإعلام هو رسالة مقدسة ليست بعثية ولا قومية فقط بل وإنسانية أيضا وهي الفيصل بين الظلام وبين النور وبين الشجاعة والإقدام وبين الخضوع لإرادة وأجندات الغزاة وعبيدهم.
غير هذا ..
دعونا ننظر إلى السماء بحرية البواسل المؤمنين الثابتين، وننظر إلى ضفاف الأنوار المشرقة بالحقائق لنربط بين استهداف والعداء للبعث وبين الاستهداف والعداء للعراق في مقارنة لا يقدم عليها أي من الناعقين في مسارات من تعسكروا مع أمريكا وخلفها بين ما نفذ وينفذ ضد البعث وبين ما نفذ وينفذ ضد العراق لنصل إلى قناعات واقعية لا انفعالية ولا عاطفية ولا هي من باب المزايدة بل هي الحق الأبلج وبها نخلص إلى أن الدفاع عن البعث هو دفاع عن العراق والعكس صحيح ...
حل الجيش الوطني عدوان صارخ وجريمة نكراء ضد العراق ألبسها الغزاة ثوب العداء للبعث.
إقصاء الكفاءات العلمية والإدارية والصناعية والتعليمية والطبية بعد الغزو عدوان على العراق وخسارة جسيمة له ولشعبه وللأمة العربية ترابطت ترابطا عضويا مع غايات الاحتلال وأهدافه التدميرية ليس للبعث فقط بل لكل العراق.
تدمير مئات المصانع العراقية العملاقة المنتجة والمشغلة لمئات الآلاف بل لأجزاء من المليون إن لم نقل مليون عامل وموظف وعالم وإزالتها من على وجه الأرض وقع تحت عنوان واحد هو كراهية العراق والحقد على فرص الإعمار والتقدم التي حققها في ظل البعث ودولته العظيمة والتفاف شعبه التاريخي. وكذا هو وصف تدمير الزراعة ومشاريعها والري ومنجزاته والطرق والجسور والاتصالات ومشاريعها ما تم إلا بروح البغضاء للبعث ومنجزاته والهوس في الإيغال بتغييبها لمحو ذاكرة الشعب والأمة.
الفساد ونهب أموال العراق وتفقير شعبه بوسائل مختلفة كلها عمليات ممنهجة ضمن التماهي مع ما أفرزته حقبة الحصار على العراق والتي ربطت ربطا عضويا بين إنهاك الدولة العراقية وتدمير بناها الفوقية والتحتية و بين تفتييت صلابة وثبات الشعب العراقي وخنق موارده وصناعته وزراعته وتعليمه وخدماته الصحية والبلدية التي كانت مضرب الأمثال بين دول العالم ويين البعث ودولته.
تدمير البنية الاجتماعية والوحدة الوطنية الذي أقدم عليه الغزاة وقردتهم ومرتزقتهم الخاسئين وجه لمنجزات البعث في حقبة حكم العراق ولإنجازات البعث ومناهجه بترابط معلن وسافر ومفضوح بين ما هو ضد العراق وما هو ضد البعث وقيادته.
العدوان وتدمير محافظات واقضية ونواحي وقرى العراق مترابط جدليا وعضويا مع أهداف اجتثاث البعث وإبادة ملايين العوائل العراقية.
اجتثاث البعث خنق للحريات العامة وحقوق الإنسان.
والقائمة مفتوحة لأية إضافة .
لذلك ..تصدى رجال قليلون وفعاليات إعلامية أقل للدفاع عن البعث بعد الغزو وما تلاه من سنوات مازالت تحفر في عظامنا ليس إيمانا بالبعث كحزب رسالة قومية مقدسة خالدة فقط بل يقينا بأنه صد لأعاصير البغضاء عن العراق والأمة العربية. وتدريجيا عبر السنوات العجاف وانصهارا بالقهر والتعسف والظلم وشظف العيش ونزف الدم نما فيلق الإعلام المقاوم وكبر لأنه فيلق الحق والعدل والإنصاف والنور والحرية وكبر عددا وعدة وأدوات.
لذلك ..فإننا نحن العاملون في هذا الفيلق من عراقيين من كل أطياف شعبنا قوميات وأديانا ومذاهب ومعنا رفاق وأخوات وإخوة عرب أشاوس لا نستطيع لعب دور المناور ولا الديبلوماسي بل ولا حتى السياسي في مهماتنا الوطنية والعقائدية في حقل الإعلام. اقتدارنا وقابلياتنا كلها ذاهبة في الإعلان عن جهادنا العلني والصريح والمباشر والواضح عن البعث ودمه وفكره ودولته ومنجزاتها.
والسياسة والمناورة والمرونة ليست من واجبات الجندي الذي يطلق النار دفاعا عن وطنه وحماية لذاته بل لها من يديرها تخطيطا وتنفيذا في القيادة البعثية القومية وقيادات الأقطار ونحن جنود ولسنا قادة.
ليس من واجبي أنا ورفاقي في فيلق الإعلام بل وفي الشارع العربي والدولي أن نصم آذاننا ولا أن نغلق عيوننا ولا نقيد ألسننا لضمان سلامة برنامج تلفازي أو مجموعة على الفايبر أو الواتس اب أو صفحة أو مجموعة على الفيس بووك تتم فيها شتيمة البعث وشهداء البعث ويلغى فيها التاريخ والإنجاز ويرى القائمون عليها ألا نرد ( منعا للفتنة وعبورا لتصارع الأفكار ) التي قد تهدد تلك الفعاليات.
ليعذرنا الجميع فهذه قناعاتنا .. البعث حزب وحركة أمة رسالية تتعرض للنحر والعدوان الشرس الذي لم تعرض له حزب ولا حركة سياسية من قبل وليس مرونة ولا عقلانية ولا روح وطنية عابرة للتحزب كما يحلو للبعض أن يسميها تجعل منا نحن رجال فيلق الإعلام المقاوم نقف مكتوفي الأيدي ونسكت ونتعاون فيما يريده البعض.
هذا ..مع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا بكل سياسي وإعلامي ووطني يدافع عن العراق والأمة بطريقته الخاصة حتى لو تضمنت تقية أو مناورة أو ديبلوماسية طبقا لما يراه وتمليه قناعاته ..ما نراه ألا تفرض علينا قناعات غيرنا و مسالك التعبير وتصريف تلك القناعات ميدانيا .. نؤمن بالديمقراطية للآخرين ومن حقنا أن نمارس الديمقراطية في الدفاع عن عراقنا وبعثنا بما نقدر عليه ومقتنعين به ونأمل أن تصب كل الشلالات في ذات النهر ...نهر التحرير والاستقلال والوحدة.