أ.د . كاظم عبد الحسين عبّاس
كنّا في حارات مدن العراق نحتقر الشّلّة التي تعتدي على شخص واحد في عراك بالايدي ونطلق عليها (ولية مخانيث) وها نحن نشهد ذات الرّوح الإجراميّة لجنود وحشد الشّعوبيّة الفارسيّة التي أطلق لها العنان عرّاب الاحتلال المركّب علي السّيستاني بفتوى أباحت القتل والسّرقة والإجرام بطرق تعبّر عن انسداد الصّلة بين هؤلاء الرّعاع المخانيث وبين الإنسانيّة والأخلاق والدّين وشرائع وقوانين الدّول كلّها.
إنّ المشاهد التي وثّقها جند إيران بكاميرات هواتفهم وتفاخرهم وصلفهم في إعلان أسمائهم وثاراتهم وهم يتجمّعون مجاميع مدجّجة بالسّلاح على ضحاياهم المدنيّين العزّل تعيد إلى الأذهان جرائم خميني ضدّ الأسرى العراقيّين وتثبت الصّلة التّوارثيّة في المنهج المعادي للإنسانيّة والرّوح المتوحّشة لعلي السّيستاني بابن قومه خميني المجرم وبلده إيران.
كما أنّ إعلان بعضهم عن ممارسة الثّأر ضدّ ضحاياهم تثير تساؤلات جديّة عن السّلامة العقليّة لهؤلاء البرابرة الوحوش من جهة ومن جهة أخرى تقدّم دليلا صارخا عن فقدان فعاليّاتهم الدّماغيّة السّويّة لكثرة ما سقط من حشدهم من قتلى على يد داعش الإرهابيّة المالكية - نسبة لنوري المالكي - الإيرانيّة الأمريكيّة (فخار هشّم بعضه) بحيث أنّنا رأينا في إحدى الفيديوهات ما لا يقلّ عن ثمانية ثارات بغيضة أعلن عنها منفّذو جريمة اغتيال مواطن بسيط بعد أن حفروا له قبرا وأعدموه في ذلك القبر بسلوك منقطع تماما عن أيّة صلة بالإنسانيّة والدّين والقانون.
إنّ سكوت الأنظمة العربيّة ودول العالم والمنظّمات الإنسانيّة عن هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسان وتقرف من خسّتها وانحطاطها وحوش الغاب إنّما يعني شراكة في هذا الإجرام الممنهج ويعني أيضا أنّ المستهينين بأرواح البشر وغير المبالين بعذابات الأبرياء من المدنيّين يهمّشون أيّ اهتمام أو مبالاة بتدمير الممتلكات والبيوت وسرقتها وتدمير منجزات العراق الإعماريّة من شوارع وجسور وبنايات ومدارس وجوامع ومزارع ذلك لأنّ الذي يستهين بأرواح النّاس ويغتسل بدمائهم ولا تهزّه مشاهد الإجرام لن يهتمّ بالحضارة والبنى المخرّبة المدمّرة.
ويخطئ من يظنّون أنّ مشاهد الإجرام والثّارات الإيرانيّة ضدّ الموصل وأهلها ستفتّ في عضد المقاومين والمجاهدين أبناء العراق الغيارى الذين سيطهّرون، طال الزّمن أم قصر، بلادهم من الأوباش الفرس وأتباعهم من برابرة الطّائفيّة الصّفويّة الحاقدة على العرب وعلى الإيمان وعلى الإسلام الحنيف.