بقلم /الكاظم
قاتلت بعض الشعوب وجاهدت أكثر من 100 سنة لتنال حريتها ونحن في العراق لم يمض علينا عشر ما مر عليهم في الجزائر واليمن مثلاً..
لم ييأسوا وانتصروا في نهاية المطاف.
الشعوب والدول التي توصف بالتطور والتقدم لم تكن متطورة ولا متقدمة غير أنها بحراك وجهود بعض الشعب (وليس كله) العالم المتعلم غيرت وجه التاريخ ووجهته..
لم تقنط بل ظلت تحاول حتى كسرت حواجز ومسببات الفشل في تطورها...
أنظروا إلى مياه البحار والمحيطات... هي مالحة ثقيلة لا تصلح لأهم استخدامين للماء هما الشرب والسقي غير أن إرادة الإنسان بمعونة الله لم تهمل مياه البحر ولم تشتمها ولم تكفرها وما خونتها... بل... حولت البحار والمحيطات ذات المياه المالحة المجة إلى أهم وأخطر سبل النقل والتوصيل لأثقل البضائع وأخطرها... وما زال الإنسان في عديد الدول يعمل على تحلية هذه المياه ويحاول تقليص الكلف وينوع بالتقنيات ليشربها...
لم يقف الإنسان عاجزاً أمام جبروت مياه البحار والمحيطات بل عمل وما زال يعمل على تطويعها لأغراض البشرية المتجددة..
لا زالت الأنفلونزا والصرع والإيدز والأورام الخبيثة والزهايمر أمراض تفتك بصحة وسعادة وراحة الإنسان... ورغم مضي مئات السنوات على بدء دوران عجلات البحث العلمي وبحوث تطوير أدوات البحث العلمي غير أن توق العلماء وطموحهم وخطط عملهم لم تتوقف ولم يرم المقاتلون أسلحتهم للانتصار على هذه الأمراض المستعصية...
وجود الملح والمرارة في الماء الأوسع انتشاراً في الكرة الأرضية لا يلغي جوهر الماء يا سادة.. ووجود عملاء وخونة ومستسلمين ومرتدين في جنوب العراق أو وسطه أو غربه أو شرقه أو شماله لا يعني قط أن شعبنا كله قد سقط في شراك الاحتلال..
نحن نعرف أهلنا في كل مكان ونعرف ما مر على العراق من ضغط وعدوان وحصار لإجبارهم على الرضوخ والاستسلام لكنهم ما رضخوا ولا استسلموا لأن الرأس كان جسوراً شجاعاً مخلصاً ثابتاً...
لذلك....
جيشوا الجيوش للإطاحة بالرأس... ظناً منهم أن هذه الإطاحة ستطيح بشعبنا...
وأول عوامل الإطاحة بشعبنا أن ييأس وأن نمارس نحن الثوار والمقاومون التيئيس....
لذلك.. لا ولن ننيأس وسنبقى نحفر في الصخر والحجر والمياه المالحة المرة وفي مخلوقات وحيدة الخلية حتى ننال الرجاء والرجاء بالله لا ينقطع..
تيقنوا أن المقاومة والرفض وروح الثورة موجودة في كربلاء والنجف والبصرة وذي قار وبغداد والأنبار.... في كل مدن العراق..
وتذكروا أن الثائر القائد هو الذي يغير الظروف غير المؤاتية إلى مؤاتية.. هو الإنسان الذي ينبع وينبث وينبثق من بين الركام والحطام فيبني ويعمر وينتصر..
تذكروا.. أيها النجباء.. أن محمداً صلى الله عليه وسلم كان فرداً واحداً وواجه قومه الوثنيين المشركين الغارقين في منافع التجارة ولذات الجنس والخمر والميسر والجهل..
غير أن محمداً الحبيب المصطفى قد غير التاريخ وسحنة الكون..
لا زال العراق في بداية البحث عن سبل النجاة والإنقاذ والخلاص ولا زال بوسعنا أن نخلف أولاداً وبنات غير من خذلونا وخذلوا وطنهم.. بل أن طريق الثوار الأحرار مفتوح رغم أنه محاط بالمخاطر للوصول إلى الباب من قعدوا أو حتى من انحدروا... فمحمد غير عقول الوثنيين والتجار وعباد الجنس والغارقين في الغيبوبة وجعل منهم صحابة وقادة وأنصار... ومنهم ضار المبشرون بالجنة.
إلى العمل الذي لا يعرف اليأس ولا الإحباط ولا القنوط أيها الأحرار في العراق المنكوب وفي كل أمتنا الولادة فلا نتاج بلا عمل ولا علم بلا بحث ولا سفن تبخر العباب بدون محيطات لا يصلح ماءها للشرب..
لا يأس مع الحياة ولا تحرير ببيانات الإعلان عن انتصار العدو والإقرار بهزيمة سالت لنا دماء عزيزة في مواجهتها... لا حياة ولا انتصار مع اليأس يا سادة فلنغلب بعض اليأس وننطلق ففي داخل العراق براكين الغضب والمقاومة والثورة تشتعل وثمة من لا يراها..