- السلام هو سلام الاقوياء هؤلاء الاقوياء الذين يعتبرون ان امنهم وسلامهم هو بحدود ما تصل اليه مفاعيل اسلحتهم فالذي يملك سلاح نووي امنه وسلامه حدود الكرة الارضية
والذي يملك صاروخ امنه وسلامه ومصالحه بحدود ما يصل اليه مدى هذا الصاروخ - والمدفع - والقاذفة - والطائرة - وغيرها من اسلحة دمار شامل .
والذي لا يملك من هذه الاسلحة شيء فلا امن ولا سلام ولا مصلحة له حتى داخل حدوده الوطنية والمعترف بها دوليا .
هذا هو السلام والامن العالمين المفقودين ، انه سلام وامن الاقوياء على الضعفاء .
وسيبقى هذين الامن والسلام العالمين مفقودين الى ان تصبح كل الامم مالكة من القوة ما يؤهلها لان تحقق لذاتها الامن والسلام القومين .
فعبر التاريخ وتحت هذين المسميين الامن والسلام القوميين انساقت الامبراطوريات لاستغلال واستعباد الشعوب ومنع وحدتها وحريتها وممارست معتقداتها .
فالاسكندر المقدوني كان ينظر للامن القومي الاغريقي والسلام العالمي هو سيادة الحضارة الاغريقية على العالم القديم وقياصرة روما نظروا لامنهم القومي وسلامهم العالمي على اعتبار ان جميع الطرق تؤدي الى روما واباطرة فارس وجدوا في امنهم القومي وسلامهم السيطرة على شعوب المنطقه وبسط سيطرتهم الى الحد الذي يصل اليه سيف كسرى.
اما الفتح العربي حقق امنه وسلام العالم الذي وصلت اليه الدعوة الاسلامية والتي قامت على شرطين اساسيين هما وحدة العرب كأمة بعد ان كانوا قبائل متناحرة وسلامهم ثانيا كمبشرين اختارهم الله لنشر دعوته تحت راية ( لا اكراه في الدين) واية محاولة لضرب وحدة العرب والعبث بامنهم وسلامهم هو ضرب الدعوة الاسلامية وتدميرها الى ان بدأت الدولة العربية من دولة بني امية الى دولة بني العباس حتى اواخر هذا العهد حيث اخذت الدولة العربية تفقد امنها وسلامها ووحدتها ارضا وشعبا وانفراط عقدها مترافقا مع انفراط عقد الامن والسلام العالميين واتجهت مسارات التحكم بمستقبل الشعوب بالعودة الى نشوء الامبراطوريات التي سعت الى تحقيق امن وسلام الاقوياء على الضعفاء فدخلت الامة العربية والشرق وقسم من اوروبا تحت منظومة الامبراطورية العثمانية كوريث لخلافة بني العباس وبهذا تكون الامة العربية فقدت امنها وسلامها ووحدتها ونتيجة لذلك فقد الاسلام محتواه الدعوي ليتحول الى سلطة بعيدة عن الاسلام عقيدة وممارسة وبذلك رزحت امة العرب تحت سلطة بني عثمان خمسة قرون غابت فيهم الامة عن التاريخ والفعل والتفاعل وعمت الامية والجهل وتمزقت المجتمعات وعادت الى عصور خلت
وفي هذا الوقت الضائع نشأ على الضفة الغربية للعالم امبراطوريات جديدة بمفهوم جديد للحكم وللسيطرة على الشعوب الاخرى وبمفهوم جديد للامن القومي والسلام العالمي تحت مسمى جديد تحديث الشعوب وتطويرها (استعمارها).
واول خطوة لهذا التحديث تقاسم تركة الرجل المريض دولة بني عثمان وزرع كيان سرطاني في قلب الامة العربية والتي كانت الضربة القاسمة للامن والسلام العربي والعالمي على حد سواء الى ان ظهر السلام الامريكي الذي حصدت الامة نتائجه في العراق وفلسطين وحديثا السلام القيصري في حلب وابشع ما في الصورة هو ان يتحول الامن والسلام العالمي للحفاظ على امن وسلام الكيان الصهيوني على حساب امن وسلام العرب كل العرب.
ابناء امتي كل هذا يقودنا للقول ان الامن العالمي الحقيقي والسلام العالمي الحقيقي لا يتحققان الا بوحدة العرب ارضا وشعبا واستقلالهم وتحرير اراضيهم من كل مغتصب واولها تحرير فلسطين وعدم التدخل في شؤنهم الداخلية لان قضايا الامة هى مسؤولية تاريخية على ابناء الامة اولا وعلى شركاء العرب في التاريخ والجغرافيه ثانيا وعلى الاسرة الدولية ثالثا .
اذا فوحدة العرب وتحرير فلسطين وبناء قوتهم الذاتية هم الركن الاساس لتحقيق امن وسلام المنطقة اولا والعالم ثانيا واول من حاول تحقيق ذلك هو البعث العربي والراحل جمال عبد الناصر وبعد رحيل ناصر تابع البعث طريقه لتحقيق هذه المنظومة فحاول ان يجعل من العراق القوة التي تحفظ الامن القومي العربي والسلام للامة العربية ولجيران العرب والعالم وهذا ما اغاظ كل الطامعين بامن العرب وارض العرب وفي غفلة من التاريخ اغارت جحافل المغول والتتر الجدد من امريكان واوروبين وعرب الجنسية وجيران السوء فاحتلوا العراق وباحتلاله انفرط عقد الامن والسلام العربيين والامن والسلام العالميين وخلف ورائه دويلات داخل دويلات وفرخ تنظيمات ارهابية مزقت الارض والشعب والمجتمعات وشردت الشعوب وزرعت الفوضى والارهاب في كل مجتمعات الارض.
فيا حكام العالم لقد دفع العرب الكثير من التضحيات ارضا وشعبا ودماء وشهداء في مقدمهم قائدهم شهيد الحج الاكبر كل هذا دفعوه من اجل الامن العالمي والسلم العلمي المفقودين الان.
فيا حكام العالم ويا جيران العرب حكام وشعوب اعيدوا للعرب امنهم وسلامهم وفلسطينهم وكل ما سلبتموهم يعود لكم امنكم وسلامكم المفقودين.
الرفيق علي الموسوي