أ. د. كاظم عبد الحسين عباس
لعمليات ترسيم الحدود التي وافق عليها نظامنا الوطني قبل غزو واحتلال العراق ميزتين واضحتين كما الشمس:
الأولى: إن نظامنا حين كان يوافق على طلب الأردن أو السعودية أو الكويت ضم بقعة من الأرض إلى حدودها فإنه يوافق استناداً إلى قناعات عقيدية مبدئية ثابتة وراسخة ونهائية هي أن الأرض واحدة والوطن واحد وأن الحدود مصطنعة ومن يؤمن بها واهم بل معتدي غاشم.
الثانية: إن نظامنا الوطني كان نظاماً شرعياً وليس حكومة احتلال إيراني أمريكي بريطاني صهيوني.... إلخ كما هو حال حكومة العبادي. وحين تفاوض مع إيران في الجزائر أو غيرها كانت له ولشعب العراق أهداف وطنية تقتضي تحييد جبهة الحدود مع إيران وإيقاف تدخلها في الشمال العراقي وبذلك كان هدفه وحدة العراق وغلق احتمالات الحرب مع إيران في تلك الفترة التي كان العراق يركز فيها على عاملي الوحدة الوطنية وتعزيز الاستقلال الاقتصادي وركائز التنمية ضرورة ملحة ومرجحة ومنطقية.
كان العراق وطن مهاب ودول العالم كلها ترنوا إليه وتسعى لتطوير علاقاتها معه وقيادته مجربة وشعبها ملتف حولها وحكومتها تمثل الشعب كله بكل فسيفساءه الجميل ولا طائفية ولا عرقية ولا إرهاب ولا بطالة ولا فقر...
حكومة الاحتلال الراهنة غير شرعية بل هي حكومة يديرها الاحتلال المركب بدوله المختلفة. وكل ما جرى ويجري في العراق منذ عام 2003 باطل وسيلغيه شعب العراق إن آجلاً أو عاجلاً فالدستور والاجتثاث وحل الجيش والانتخابات والقوانين والطائفية والمحاصصة والفساد ونهب أموال الوطن وتجويع الشعب كلها باطلة وتعبير عن إرادة إيران التي تحتل العراق تحت إدارة أميركا وحمايتها.
وإذا كان توقيت التنازل عن خور عبد الله يأتي في يوم وصول وفد كويتي إلى إيران ليكون عربون تقارب لانبطاحات وتنازلات جديدة تحصل عليها إيران حيث تهب ما لا تملك فإن شعب العراق لن يسكت ولن يوافق وهو ليس لصالح الكويت على المدى القريب ولا البعيد لأن قضم الأرض من بلد فاقد أو على الأقل منقوص السيادة وبهدف فتح منافذ التغول لإيران وعبيدها لا يخدم أحد.
من يذهب إلى القول بأن النظام الوطني قد وهب أرضاً للأردن والكويت والسعودية فليصير نظاماً قومياً وحدوياً عروبياً لكي يفهم سلوكه في ما يأخذ أو فيما يعطي على أنه لا يحترم الحدود ويعتبر كل الأرض لكل العرب واليقين أن حزب الدعوة وأقرانه بعيدين جداً بعد الأرض عن السماء عن هذا المعيار وبالتالي فإن ما يتنازلون عنه ولو شبر واحد لإيران كما حاصل الآن أو لسواها سيعيده شعبنا.
مجلس الدواب الذي صوت على هذه الاتفاقية وصفها احدهم انها ( اتفاقية مذلة). ولأن هذا الوصف ينطبق عليهم فقد وافقوا عليها .. لعن الله كل ذليل بالدنيا قبل الاخرة.