سعد بن ابي وقاص سعد بن ابي وقاص

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أبو محمد عبد الرحمن-العراق بعد داعش ، هل غض الطرف عن الدور الإيراني هي سمة المرحلة…..؟؟؟؟


مدينة الموصل،التي كانت بوابة لدخول داعش للعراق بمؤامرة مدبرة من ايران عبر وكيلها آنذاك نوري المالكي في صيف عام ٢٠١٤، اليوم توشك أن تكون هي نفسها البوابة لخروج هذا التنظيم من العراق بشكل كامل بعد أن أدى دوره بعناية فائقة
في تسهيل عملية تدمير الموصل ومحيطها (وتهجير سكانها واغتيال علمائها وتدمير معالمها الأثرية والثأر من كبار القادة العسكريين الذين جرعوا الخميني السم الزعاف في قادسية صدام المجيدة) في عملية تغيير ديموغرافي متعمد من قبل ذراع إيران الشعوبي (الحشد الصفوي)
كان لا بد من هذه المقدمة بداية وقبل الانتقال إلى استشراف السيناريوهات المتوقعة للعراق لما بعد مرحلة داعش!!!

 على الصعيد الدولي هناك تصريحات لمسؤولين وقادة أميركيين أثناء حقبة حكم الرئيس أوباما تتحدث رؤى وتوقعات للعراق بعد طرد داعش !!؟؟

أهم هذه التصريحات:


*أن احتمالية عودة الاوضاع الى حافة هاوية الحرب الأهلية التي شهدها العراق في العام ٢٠٠٦ سيكون أسوأ سيناريو ما بعد داعش.
(القائد السابق للقوات الأمريكية في العراق الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس)

*ان خطة الرئيس أوباما الحالية تفتقر إلى النظرة الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط في حال هزيمة داعش، إذ لا توجد أية إجابة للسؤال البسيط ماذا بعد داعش؟
(السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون)

*تلتزم الولايات المتحدة الأمريكية بدعم العراق في محاربة داعش ومرحلة ما بعد التنظيم المتشدد لإعادة الاستقرار إلى المناطق التي يجري تحريرها.
(مبعوث الرئيس الأمريكي في التحالف الدولي ضد داعش بريت ماكغورك)

تصريح ترامب  أكتوبر/تشرين الأول٢٠١٦ ، أنه لو بقي نظامي صدام حسين في العراق ومعمر القذافي في ليبيا، لكان العالم اليوم أقل تفتتا وأكثر استقرارا.
 أما بعد انتخابه رئيسا ، فقد أدلى في مقابلة أجراها مع صحيفتي التايمز البريطانية وبيلد الألمانية بتصريحات أدان قرار غزو العراق في عام ٢٠٠٣ واصفا إياه بأنه "قد يكون أسوأ قرار اتخذ في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق".
جاء ذلك في سياق حديثه عن أهداف سياسته الخارجية .
وقال الرئيس الأمريكي ترامب، إن الهجوم على العراق ما كان يجب أن يحصل في المقام الأول وإن "كل ذلك ما كان يجب أن يحدث"، مشددا على القول إنه "كان واحدا من أسوأ القرارات، وربما أسوأ قرار اتخذ في تاريخ بلادنا على الاطلاق".
وأضاف ترامب "لقد أطلقنا العنان ... إنه أشبه برمي حجارة على خلية نحل. إنها واحدة من (لحظات) الفوضى العارمة في التاريخ".!!!!؟؟؟

أما رأي (الحكومة العراقية العميلة):

*أي صراع سياسي في المناطق التي سميت بـ المتنازع عليها يجب أن يؤجل إلى ما بعد التحرير من داعش.
(المتحدث بإسم مكتب رئيس الوزراء سعد الحديثي)

*مرحلة ما بعد "داعش" ينبغي أن يشارك بها جميع العراقيين.
(رئيس ما يسمى مجلس النواب العميل سليم الجبوري)

*على الحكومة الاتحادية التركيز على مرحلة ما بعد "داعش"، وإعطائها الأولوية وذلك لتعدد المكونات العراقية المتواجدة في مدينة الموصل, في حال عدم دراسة هذا الأمر فأن العراق سيشهد كارثة كبرى.
(رئيس التحالف المدني الديمقراطي الخائن مثال الألوسي)

*إننا نحذر من مخاطر قد تحصل بعد ازالة داعش نهائياً.
(رئيس ائتلاف الوطنية العميل اياد علاوي)

*إن مرحلة ما بعد داعش تحتاج إلى إعادة ترتيب الأولويات وفق مشروع سياسي جامع وسلم اهلي و استراتيجية أمنية واعادة النازحين واعمار المدن.
(رئيس المجلس الأعلى الخائن عمار الحكيم)

*أن الخلافات الناشبة بين بغداد وأربيل انتقلت إلى العلن، وبشكل صريح أكثر من أي وقت مضى, سبب ذلك اقتراب نهاية تنظيم داعش، ومحاولة الجانبين رسم خارطة جديدة لحدودهم.
(عضو الحزب الإسلامي في العراق الخائن محمد الجبوري)

*أهمية إنقاذ العراق من الغرق في بحر التطرف والإرهاب والانهيار في مرحلة مابعد داعش.
(زعيم التيار الصدري الوضيع مقتدى الصدر)

*هناك دراسة لإنشاء استفتاء شعبي من أجل تقرير مصير المناطق المحررة من قبل البيشمركة ولمعرفة رأي الأهالي لانضمام مناطقهم الى كردستان او رفض الانضمام.
(رئيس ما يسمى اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الموصل محمد إبراهيم)

*قد تحمل مرحلة ما بعد داعش سلسلة من الانتقامات وتصفية عرقية ومذهبية وطائفية, حيث ان السياسيين مزقوا البلد وقسموه وفقا لمصالحهم.
(بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو)

*ضرورة وجود اتفاق دقيق وواضح بشأن مرحلة ما بعد هزيمة داعش في الموصل، كي تضمن إشراك كل مكونات محافظة نينوى في بناء حياة جديدة وضمان عدم تكرار الكوارث بحق تلك المكونات مرة أخرى، خاصة الإيزيديين والمسيحيين.
(رئيس إقليم كوردستان الانفصالي الخائن مسعود البرزاني)

*القبول بقيام ثلاثة أقاليم رئيسية تخضع لحكم فيدرالي في بغداد هو الشرط الأساس لحسم ملف تنظيم داعش وتطهير العراق شبراً شبراً.
(المتحدث باسم حكومة الاقليم،الانفصالي سفين دزيي)

*مرحلة مابعد داعش تعني بالنسبة للأكراد حق تقرير المصير والانفصال عن العراق.
(محافظ اربيل الانفصالي نوزاد هادي مولود)

 إزاء هذه الهمروجة من التصريحات لعراقيي العملية السياسية  التي تنبئ عن هواجس:
 أو لارباك الوضع الامني في العراق بطريقة معينة،
أو أن التقسيم هو الهاجس القادم .
أو هو مجرد ثرثرة إعلامية لسياسيين لم يعد في جعبتهم شيء يقدمونه للمواطن سوى إدامة منهج التخويف من القادم،

إلا أنه لا أحد يفصح أو يبين ما القصد من هذه التحذيرات والهواجس !!؟؟،
وهل هو الخوف من اقتتال عسكري فيما بين الفصائل المشاركة في اجتياح الموصل الان !!!!!

وبعيدا عن ما يقوله السياسيون فإن الخوف الحقيقي وحسب مراقبين ومحللين سياسيين قد يتجسد في مواقع محددة منها :

*التخوف الأول: وجود أربعة جيوش عسكرية في العراق الجيش الرسمي العراقي، البيشمركة، الحشد الشعبي الصفوي والحشد العشائري(السني).

*التخوف الثاني: المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش حصرا واحتمال وقوع عمليات انتقامية من بعض العشائر والعوائل الذين فقدوا اولادهم اما وشاية أو بسبب مشاركة ابناء عشائر آخرين انضموا إلى التنظيم.

*الاحتمال الثالث: هو رفض القوات التي تمسك الارض حاليا للعودة لمواقعها لما بعد صيف ٢٠١٤، وهي مختصة بقوات البيشمركة داخليا والقوات التركية خارجيا التي تحتل مناطق معينة في شمال العراق.

*التخوف الأخير هو وضع اليد كليا وضم بعض المحافظات الى دولة ايران!!!

*البعض يرى بأن جميع ما ذكر هي مجرد احتمالات غير واردة بل هي مجرد تكهنات، وأنها ستنتهي بانتهاء وجود تنظيم داعش في العراق كونها قد وجدت بوجوده، وان العراق مقبل على مرحلة جديدة متمثلة بالانتعاش السياسي عربيا وإقليميا وحتى دوليا،

خلاصة القول و باعتقادي ،
فان العراق لديه مقومات القوة للبناء وإعادة ترميم النسيج الاجتماعي والسياسي المكون له، ذلك لأنه تحمل الأزمات المتراكمة من حروب وعملية سياسية فاسدة واحتلال وهيمنة إيرانية وفساد ونزاع طائفي ومذهبي واجتثاث وإقامة دويلة ضمن الدولة وغيرها من الامور التي ادت بتراجع العراق و تقهقره .
الانتهاء من ملف داعش فرصة ذهبية للأطراف العراقية المختلفة لإعادة بناء الدولة والمجتمع العراقي على أسس سياسية ودستوري وطنية  جديدة، إذ لا نستطيع أن نعتمد على الثقافة السياسية الحالية وآلياتها ومنهجيتها التي وضعها المحتل الامريكي والايراني في إعادة العافية للدولة والمجتمع العراقي.
علينا ان لا ننسى أن داعش لها أشقاء ايضا ولدوا من رحم  العباءة الخمينية وأهدافهم واحدة في الأسلوب والنهج وسياسة تقضي بالإجهاز على العراق العربي حامي البوابة الشرقية.
طبيعي أن لا نغض الطرف على الحشد الصفوي الذي لا يألو جهدا في الامعان المتمادي والمكشوف في تمكين إيران من بسط نفوذها الكامل على ارض العراق وجعله منصة انطلاق لتحقيق حلمها القديم باحياء امبراطورية فارس .
لذا فمن الواجب الوطني والقومي مقاومة
اعداء العراق سواء كانوا داعش او حشد
فكلاهما وحش ينهش بالأمة تحت قيادة الولي الفقيه ومباركة غربية أميركية حتى يثبت العكس !!!!
إزاء ما تقدم فإن التعويل على سياسات الرئيس ترامب تجاه العراق التي ما زالت أقرب إلى شعارات إنتخابيّة، من دون أن تمس صلب المشاكل الواقعة وتقدّم حلولاً واضحة. فما زال لا أحد يعرف هل سيدعم ترامب وحدة العراق وبعد اعترافه بالخطأ الكارثي الذي اقدمت عليه ادارة الرئيس اوباما في احتلال العراق والإجهاز عليه أو أنه سيمضي بمشروع تقسيم البلد؟ وكيف سيتعامل مع النفوذ الإيراني في العراق؟ وكيف سيردع الطموحات التركية عن التأثير والتدخل في العراق؟
ها هو اليوم وفي خطاب له أمام الكونغرس يشدد على سياسة القضاء على داعش ومساندة التحالف الإسلامي بكل قوة في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي ، ولم يأت على ذكر إيران ودورها
التخريبي في الأقطار العربية
يبدو أن ترامب قد غض الطرف ايضا عن الدور الإيراني وميليشياته المذهبية في العراق فمتلازمة غض الطرف عن إيران ودورها في المنطقة ومشروعها  هي سمة الادارات الاميركية في زماننا المعاصر…
والرد عليها يكون بالمقاومة الوطنية العروبية إذ لا بديل عنها في رفض المشاريع المرسومة لعراق بعد داعش ، وحتى يثبت العكس !!!؟؟؟؟
 والمستقبل هو الكفيل بالإجابة عن ذلك .
وان غدا لناظره قريب.....

أبو محمد عبد الرحمن
نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام

التعليقات



جميع الحقوق محفوظة

سعد بن ابي وقاص

2018